أشهر أحد أبناء سيلفا كير ميارديت -أول رئيس لهذه الدولة الوليدة- إسلامه، مؤكدا أنه سيعمل على نشر الإسلام في الجنوب، وذلك بعد ساعات من زفاف عمته على أحد أعيان قبيلة البطاحين العربية المسلمة في شمال السودان، وذلك مع الإعلان رسميا عن ميلاد دولة جنوب السودان وانفصالها الرسمي عن الشمال، وقال جون سلفا إنه جاء من الجنوب ليعلن إسلامه في الخرطوم، داعيا والده إلى الإسلام، ونقلت صحيفة “الانتباهة” السودانية الصادرة السبت 9 يوليو/تموز 2011 عن جون قوله “لقد أسلمت لأنني أريد الجنة، وسأذهب إلى الجنوب وأعمل على نشر الإسلام هناك مع إخوتي المسلمين”. وتشير الصحيفة إلى أن جون هو أحد أبناء سلفاكير من زوجته الرابعة، وقام بتغيير اسمه إلى محمد، وهو متزوج ويعيش في منطقة “كيج” بجنوب السودان. ومن المفارقات أن إعلان “جون” إسلامه جاء متزامنا مع الاحتفال بإعلان قيام “جمهورية جنوب السودان” وتولي والده رئاستها. وأعلنت مصر اعترافها ب”جمهورية جنوب السودان” وتبعتها عديد من دول العالم بعد قليل من بدء مراسم الاستقلال التي بدأت صباح السبت 9 يوليو/تموز 2011 بالاحتفال باستقلالها رسمياً عن السودان وسط مشاركة عدد من الرؤساء والقادة الأفارقة ووفد مصري رفيع قام بتسليم خطاب رسمي بالاعتراف بالدولة الوليدة. وقبل ساعات من إعلان انفصال جنوب السودان، وفي لقاء سوداني جامع، حوى عدداً من القبائل السودانية، تحت إيقاع الدلوكة الحار رقص الشمال والجنوب في الحفل الذي شهده الطابق الثاني بفندق برج الفاتح بالخرطوم في أمسية زفاف أخت رئيس حكومة الجنوب سلفاكير (غير الشقيقة) إلى أحد أعيان قبيلة البطاحين. وحضر الزفاف عدد من نجوم المجتمع السوداني، جنوباً وشمالاً، وعلى رأسهم كبار رجالات قبائل البطاحين والدينكا والمسيرية الذين تمايلوا طرباً وملأوا المكان بهجةً وسروراً. ودار سلام كير التي جدها لأمها الراحل (علي نمر) ناظر عموم المسيرية، تقدم لخطبتها عبد الواحد عبد الباقي إبراهيم، ابن البطاحين، وأحد أثرياء الخرطوم، قبل أن يعرف أنها أخت سلفا كير، وفوجئ بعد ذلك بالخبر. وطاف العريس (الشمالي) أرجاء الصالة مبشراً بيده اليمنى وممسكاً يد عروسه (الجنوبية) باليسرى، ليتبادل التهاني والرقص مع أهله وأهل زوجته مع الأغنيات السودانية التي تمايل مع فنانها (حسين الصادق) كل الحضور وبلا استثناء، في حالة فرح تناسى فيها أهل السودان (القديم) رهبة الساعات القادمة وجراح الانفصال.