شاركت “أرامكو” السعودية برعاية إستراتيجية في مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 لدورتها الثانية التي انطلقت فعالياتها اليوم في الرياض، بحضور عدد من رؤساء الدول وكبار قادة الأعمال العالميين والمحليين، وذلك برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله. وتمثّل هذه المبادرة، التي ينظم فعالياتها صندوق الاستثمارات العامة، منبرًا لقيادات الأعمال المؤثرين محليًا وعالميًا، لعقد جلسات عامة، تتناول عددًا من الموضوعات التي تتعلق بالاقتصاد الوطني، وفرص التعاون الاستثماري بين المؤسسات الدولية والسعودية في القطاعات الاقتصادية المختلفة. وتعليقًا على مشاركة الشركة في مبادرة مستقبل الاستثمار، قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر: “تعتز أرامكو السعودية بأنها شريك إستراتيجي لمبادرة مستقبل الاستثمار، وتسعى للمشاركة الفاعلة في صياغة المستقبل الاقتصادي ونهضة المملكة، وترسيخ موقعها الريادي على الصعيدين الوطني والعالمي”. وأضاف: “تقود الشركة الجهود الداعمة لرؤية السعودية 2030 من خلال المساعدة في تنويع الاقتصاد المحلي، وإضافة المزيد من القيمة للناتج المحلي، ودفع عجلة التصنيع في المملكة، وتوليد الوظائف، والترويج للأعمال الريادية. وستركّز النقاشات، التي تشهدها المبادرة، على الدور المحوري الذي تلعبه أرامكو السعودية بشكلٍ خاص في صناعة الطاقة العالمية في تشكيل مستقبل الاستثمار خلال القرن الحادي والعشرين”. وأضاف الناصر: “تُعد مبادرة مستقبل الاستثمار منصة مثالية ومفيدة لجذب الاستثمارات الدولية، والاستفادة من الفرص الجديدة الناشئة وهو ما ينسجم مع رؤية السعودية 2030. وتؤدي أرامكو السعودية، إلى جانب عدة جهات وطنية، دورًا محوريًا في تمكين الشراكات الصناعية والتجارية الجديدة في المملكة بفضل موقعها كقوة عالمية للطاقة، كما يتضح ذلك في استثماراتها وشراكاتها الرئيسة على مستوى العالم، ليس فقط في المجال الأساس للنفط الخام والغاز والتكرير والمعالجة والتسويق، ولكن أيضًا في متابعة التقنيات المتقدمة والأنشطة ذات القيمة المضافة التي تتعلق بالطاقة”. وأوضح أن وتيرة الإصلاحات في المملكة واسعة ومتعددة الأبعاد، وحققت تقدمًا كبيرًا وأحدثت تحولات إيجابية خلال فترة وجيزة، وأن مستقبل الاستثمار في بلادنا يبدو بحمد الله مشرقًا. ووفقًا للسوق المالية السعودية (تداول) فقد شهد أداء الاقتصاد الوطني تحسّنًا كبيرًا في التصنيف العالمي خلال الفترة الأخيرة. وعلى سبيل المثال، صنّفت وكالة “موديز” المملكة ضمن التصنيف (A1)، مع توقّعات مستقبلية إيجابية ومستقرة. وارتفعت تقديرات نمو الاقتصاد السعودي في عام 2019م من 2.5% إلى 2.7%، ما يعكس تعافي واستدامة نمو اقتصاد المملكة. ووفقًا لتقرير التنافسية العالمية لعام 2018م، شهد الاقتصاد السعودي تحسّنًا كبيرًا في كثيرٍ من مؤشراته، وكذلك في مجال سهولة ممارسة الأعمال. وبحسب التقرير، احتل الاقتصاد السعودي المرتبة 39 من بين 140 اقتصادًا عالميًا، كأفضل مركز له منذ عام 2012م. إضافة إلى ذلك، ارتفع الاقتصاد السعودي في مجال مؤشر حوكمة السوق المالية إلى المركز الخامس في 2018م بعد أن كان في المركز 77 خلال عام 2017م، وهو أعلى أداء اقتصادي عربي، والثاني بين دول مجموعة العشرين. وخلال مشاركتها في فعاليات ملتقى مبادرة مستقبل الاستثمار، وقّعت أرامكو السعودية 15 مذكرة تفاهم في عدّة مجالات تعاونية وإستراتيجية بقيمةٍ تبلغ نحو 34 مليار دولار. وتشمل تلك الاتفاقيات 15 شركة ومؤسسة من 8 دول تنتمي لثلاث قارات، وذلك ما يعكس طموح الشركة ونمو محفظة أعمالها بما يعزز مكانتها كشركة رائدة في مجال الطاقة والكيميائيات على مستوى العالم. وقال المهندس أمين الناصر: “تدعم هذه المذكرات الاستثمار في قطاعات إستراتيجية تُسهم في توسُّع محفظة أعمال الشركة، وفي الوقت نفسه، تدعم رؤية 2030. وتشمل هذه المذكرات مجالات: التكرير والكيميائيات والصناعات التحويلية، وتوطين الصناعة والمحتوى المحلي وما يرتبط بها من توليد فرص استثمار وتدريب وعمل، وتطوير مدينة الملك سلمان للطاقة، وهو مشروعٌ ارتكازيٌ رائدٌ يعزز من موثوقية وكفاءة سلسلة الإمداد لأعمال الشركة وقطاع الطاقة والقاعدة الصناعية في المملكة بشكلٍ عام”. من جهته، قال كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، المهندس أحمد الخويطر، خلال مشاركته في جلسة نقاش بعنوان “الطاقة” سلّط خلالها الضوء على جهود الشركة في مجال التطوير والبحث التقني: “إن التركيز الرئيس لاستثمارات أرامكو السعودية في مجال البحث والتطوير ينصبُّ على ضمان التزويد الموثوق للطاقة بأسعار معقولة وطريقة مسؤولة”، مضيفًا أن “التقنية كانت وستظل بالغة الأهمية في إستراتيجية الشركة طويلة المدى”. وقال الخويطر إن أرامكو السعودية تعمل بشكلٍ متسارعٍ لتصبح شركة عالمية رائدة في البحث والتطوير، وإنتاج تقنيات رائدة في مجال الطاقة والكيميائيات، من خلال مراكزها البحثية في المملكة، والتي تدعمها 9 مراكز أخرى في العالم. وأضاف ” نعمل على بناء قدراتٍ تقنيةٍ رائدةٍ. وفي العام الماضي تم منح أرامكو السعودية 230 براءة اختراع، وهي أربعة أضعاف ما حصلنا عليه في عام 2013م”. وخلال فعاليات المعرض المصاحب لمبادرة ملتقى الاستثمار، تم عرض ابتكارات وتقنيات أرامكو السعودية أمام الزائرين الذين تعرّفوا على أحدث الابتكارات التقنية التي توصل إليها علماء الشركة، مثل برنامج كفاءة محركات الاحتراق الداخلي المتقدم، ومبادرات احتجاز وتخزين الكربون، وبرنامج الكشف عن تسرّب الغاز وإصلاحه، وبرنامج تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية.