الرياض - الوسام في أوأخر سبتمبر من العام الجاري، أظهر مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي شاب يدعى حيدر شاكر وهو يعبر الطريق بعد خروجه من المستشفى التعليمي في البصرة، ثم باغتته سيارة من الخلف وأطلقت عليه ست رصاصات، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عراقية، ثم لاذت بالفرار. وقبل أسبوع من تلك الحادثة اغتيلت عارضة الأزياء والمدونة تارة فارس في سيارتها الفارهة وسط بغداد، وقبلها بيومين اغتيلت سعاد العلي، إحدى الناشطات في المجتمع المدني، برصاص في البصرة. كما شهد شهر أغسطس الماضي وفاة خبيرتي التجميل رشا الحسن ورفيف الياسري، في ظروف غامضة، علقت عليها وزارتي الداخلية والصحة فيما بعد بأن الأسباب المبدئية لم تتعلق بتناول رفيف جرعة دواء زائدة، والثانية أصابها مرض مفاجئ. إلا أن الأسباب التي ساقتها الجهات الرسمية لم تشف غليل الشارع العراقي، بعدما كشفت مصادر عراقية حقوقية في وسائل إعلام أجنبية وعربية إن الميليشيات الموالية لإيران، المسماة ب”عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله والنجباء” تسلموا “قوائم تصفية” بإيعاز من طهران تضم عددا كبيرا من النشطاء، جاء ذلك أعقاب اختطاف 14 ناشطا مدنيا. كما نجا مدير شركة غاز الجنوب في البصرة طالب حسن زغير من محاولة اغتيال، قام بها مسلحون مجهولون في أحد أحياء المدينة، شوهدوا وهم يطلقون النار عليه، أعقاب ذلك ووجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وزارة الداخلية والخلية الاستخبارية بالعمل فورًا على تركيز الجهود والحصول على المعلومات المتعلقة بجرائم الاغتيال والخطف في بغدادوالبصرة. سياسيون عراقيون بارزون، من بينهم صادق الموسوي وإياد جمال الدين، وصفوا الاغتيالات بأنها “فيلم واضح”، وأن حركة القاتلين في عملياتهم تشير إلى أنهم مدربون بشكل جيد استخباراتيا، ولفتوا إلى أن طهران وجواسيسها في العراق شعروا بالخوف والرعب من تنامي كراهية “الشيعة”، خصوصًا بعد مظاهرات البصرة وإحراق القنصلية الإيرانية. واستدعت عمليات الاغتيالات ذاكرة النشطاء الذين نشروا مقطعا مصورا للراحلة سعاد العلي التي عُرفت بنشاطاتها في مجال حقوق الإنسان في أثناء دعمها لتظاهرات البصرة، وقال نشطاء: إن هذا المقطع يؤكد أن أذرع إيران في العراق هي من تقف وراء هذه الجريمة النكراء، انتقامًا من الراحلة لتأييدها التظاهرات التي انطلقت في البصرة، ونشر أحدهم مقطع فيديو للراحلة في أثناء مشاركتها في تظاهرات البصرة وعلق قائلا: “هذا هو سبب اغتيال الدكتورة سعاد العلي في البصرة من قبل ميليشيات إيران والحرس الثوري، فقط لأنها قالت (ننتفض ضد القنصلية الإيرانية)”.