عقد مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة اجتماعه السابع في مقر وزارة التعليم في الرياض اليوم الأحد، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء وأعضاء المجلس وعدد من المسؤولين. وفي بداية الاجتماع، رفع سمو الأمير سلطان بن سلمان الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مؤسس المركز -حفظه الله- على ما تحظى به قضايا الإعاقة من دعم ومساندة، مؤكدًا أن رعايته الكريمة لكافة القضايا التي تخص الأشخاص ذوي القدرات الفائقة منحت حافزًا كبيرًا للسير بخطوات راسخة تجاه تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات لصالح هذه الفئة الغالية وقضية الإعاقة بشكل عام، بتبني الدولة للعديد من البرامج والمبادرات التي تخدم قضيتهم. ونقل سموه تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مؤسس المركز – أيده الله – إلى أعضاء المجلس، رافعًا الشكر بالإنابة عن مجلس أمناء المركز ومؤسسيه لخادم الحرمين الشريفين على تأسيس المركز الذي غرس -أيده الله- أول بذور انطلاقته الخيرية ورعاية مبادراته وبرامجه ومشاريعه البحثية ورعاية فعالياته، والتي ساهمت بشكل رئيس في تمكين واندماج هذه الفئة العزيزة في المجتمع. وأكد سموه أن الاهتمام الكبير الذي تحظى به هذه الفئة العزيزة من خادم الحرمين الشريفين، يعزز استراتيجية الدولة نحو الاستمرار في تمكين ودمج ذوي القدرات الفائقة، وتجسد الاهتمام بالبحث عن مزيد من الإنجازات التي تخدم قضيتهم، بصورة تؤكد على أنهم جزء لا يتجزأ من منظومة رؤية المملكة 2030، ومستهدفات برنامج التحول الوطني 2020. وقال الأمير سلطان: “لا نقبل إلا أن تكون المملكة الدولة الأولى على مستوى العالم في رعاية المعوقين وإنتاج وتطوير الأبحاث العلمية للتصدي لقضية الإعاقة، مؤكدًا على أن المركز يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك هذه البلاد-يحفظه الله- إضافة إلى توفير الدعم المالي والبشري على أعلى المستويات. واستعرض رئيس مجلس الأمناء أهم ملامح مسيرة المركز العلمية وإنجازاته خلال العام 2018 وأهم التطلعات والمشروعات التي يتبنها المركز خلال الفترة المقبلة، معربا عن شكره لمؤسسي المركز وداعميه من أبناء هذا الوطن على ما قدموه من مساهمات كان لهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لما وصل إليه المركز من مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي. وأشاد سموه بالشراكات المثمرة والفاعلة مع العديد من المؤسسات الطبية والتعليمية والعلمية والإعلامية في بلادنا ومنها وزارة الصحة ووزارة التعليم ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية ووزارة الحرس الوطني ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وغالبية الجامعات السعودية والمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق والعديد من الجهات التي ساهمت بتوفيق الله سبحانه وتعالى في تحقيق أهداف المركز في خدمة قضية الإعاقة. وأشار إلى أن المركز يمر بمراحل تطويرية مرتكزة على منهجية علمية مدروسة والتي شهدت العديد من المبادرات والإنجازات الوطنية الرائدة التي تحققت بمساهمات ودعم من المؤسسين والشركاء الذين عملوا على نجاح هذه التجربة الرائدة والاستفادة من الخبرات لتحقيق أقصى فائدة لخدمة رسالة المركز وأهدافه، والتي تكللت بحمد الله بإنجاز العديد من المبادرات والبرامج والمشاريع الوطنية التي توجت بتبنيها من قبل الدولة. وأكد سموه أن المركز عمل منذ إنشاؤه في العام 1412ه وخلال مسيرة الثلاث عقود الماضية على البرامج العلمية المتخصصة التي تصب جميعها في خدمة قضية الإعاقة والأشخاص ذوي القدرات الفائقة على وجه الخصوص، كما عقد المركز العديد من الشراكات الفاعلة مع المراكز العلمية العالمية في مجالات البحوث العلمية المتقدمة، والتي توجت على أرض الواقع بتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج الهامة منها برنامج الوصول الشامل والبرنامج الوطني للصحة النفسية والبرنامج الوطني لصعوبات التعلم والبرنامج الوطني للكشف المبكر وغيرها من البرامج. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن المركز يتابع تنفيذ التوصيات العلمية التي أفرزها المؤتمر الدولي الخامس للإعاقة والتأهيل مع الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية، من خلال اللجنة الإشرافية التي شكلها مجلس الأمناء خلال اجتماعه السابق، للتنسيق ووضع الخطط الاستراتيجية وآليات التنفيذ والمتابعة مع الجهات المعنية لتنفيذ التوصيات التي شارك في وضعها أكثر من 110 عالما وباحثا وأكاديميا ومختصا في مجالات الإعاقة والتأهيل من 18 دولة. وأوضح أن اللجنة الإشرافية تبذل قصارى جهدها لتنفيذ أكثر من 30 توصية علمية لدعم قضايا الإعاقة ومستجداتها في كافة المجالات الطبية والتأهيلية والتعليمية والتقنية والعلمية، من بينها تطوير وتعديل الأنظمة واللوائح والتشريعات الخاصة بالأشخاص ذوي القدرات الفائقة بما يتوافق مع الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها المملكة العربية السعودية، وضمان حق ذوي القدرات الفائقة في التأمين الطبي، وإنشاء وحدة لرعاية الأفكار والإبداعات الخاصة بهم. وأشار سموه إلى أن اللجنة الإشرافية تعمل على التواصل مع كافة الجهات المختصة لإصدار القرارات التنفيذية اللازمة لتفعيل ما ورد في الأدلة الإرشادية للبرنامج الوطني للوصول الشامل وفقا للأمر السامي الكريم الصادر برقم (35362) وتاريخ 22/9/1434ه، وقيام مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بتقديم المشورة الفنية للجهات ذات العلاقة لتطبيق ما ورد في هذه الأدلة، والتنسيق مع الجهات المختصة لتقديم الخدمات التدريبية المناسبة للاستفادة من المعلومات الواردة في هذه الأدلة. وأكد أن اللجنة تعمل على حث جميع الجهات الحكومية والخاصة على إنشاء وحدة خاصة بالوصول الشامل، وإيجاد مؤشر قياس تطبيق معايير الوصول الشامل بهدف متابعة ومراقبة الجهات في تفعيله، ووضع آليات لضبط مخالفات وانتهاكات تطبيق الوصول الشامل، وتطبيق تقنيات التمكين الذكي “الذكاء الاصطناعي” وإيجاد الحلول الاستثنائية في مجال تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بجميع فئاتهم. ولفت سموه إلى أن المركز يسعى لتوطين وتطوير التقنيات الحديثة في مجال التأهيل العلاج والتعليم والتدريب لذوي القدرات الفائقة، والاستفادة من التقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطويرها، وإجراء الدراسات المسحية للتعرف على حجم الإعاقة في مدارس التعليم العام، وحث الجامعات على توفير برامج مساندة لذوي الإعاقة، والتوسع في قبول الطلاب ذوي القدرات المختلفة، والتوسع في البرامج الإيوائية وتفعيل برامج التأهيل الوظيفي لذوي القدرات الفائقة. وشدد سموه على ضرورة التوسع في البرامج التدريبية والتأهيلية للأطفال المعوقين للتكيف مع بيئاتهم التعليمية، والتوسع في برامج الكشف والتدخل المبكر في القطاع الصحي، وزيادة عدد الفحوصات المشمولة في برنامج الفحص قبل الزواج، وزيادة الدعم الموجه للأبحاث العلمية والطبية الخاصة باكتشاف العوامل الوراثية المسببة للإعاقة، وطرق علاجها والحد منها. وحول جائزة الملك سلمان الدولية لأبحاث الإعاقة، أشار الأمير سلطان بن سلمان أن اللجنة الإشرافية للجائزة بالتعاون مع فريق مختص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ووزارة التعليم تعمل حاليا على دراسة تطوير محتوى الجائزة بما يتناسب مع قيمتها العلمية باعتبارها أحد أهم الجوائز الداعمة للبحث العلمي والباحثين في مجالات الإعاقة على المستوى الإقليمي والدولي. ودشن سموه خلال الاجتماع بحضور معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، ومعالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، كتاب “الإطار المرجعي لوصول التلاميذ ذوي الاعاقة إلى المنهج العام” وهو أحد الأبحاث العلمية التي أعدها المركز بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، بمشاركة نخبة من الباحثين من المركز وجامعة الملك سعود ومكتب التربية العربية، حيث يهدف البحث إلى دعم وصول ذوي القدرات الفائقة من التلاميذ للمنهج العام لإكسابهم المهارات التربوية والاجتماعية، حيث تم البدء في تدريب المعلمين والمشرفين في دول الخليج، بالتعاون بين مركز الملك سلمان ومكتب التربية العربي. ومن جانبه، قدم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن خالد بن عبد الله الفيصل رئيس اللجنة التنفيذية للمركز أعمال اللجنة خلال الستة أشهر الماضية، حيث عقدت اللجنة 14 اجتماعا وأصدرت 45 قرارا من بينها تشكيل لجنة توجيهية لمراجعة التنظيم الإداري للمركز، كما أوصت اللجنة خلال الاجتماع بمراجعة مهام واختصاصات اللجان الفرعية لمجلس الأمناء ومراجعة اللوائح والاجراءات وتطويرها بما يسهم في تطوير العمل وتنظيمه. وناقش الاجتماع موعد افتتاح المشروع الاستثماري الخيري لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة “فندق راديسون بلو للشقق الفندقية” بحي السفارات، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التأسيس وبدء التشغيل، والمتوقع افتتاحه خلال الفترة القادمة. واستعرض معالي الدكتور ماجد بن إبراهيم الفياض، رئيس اللجنة العلمية بالمركز، خلال الاجتماع العديد من الموضوعات أبرزها استراتيجيات الأبحاث التي حددها المركز والتي تشمل أربعة مجالات وهي المساهمة في إنشاء قاعدة بيانات موثوقة عن الإعاقة وتطوير أساليب تشخيصية لصعوبات التعلم ودعم البحث المتقدم وإطلاق مبادرات خاصة، حيث حددت اللجنة العلمية الأولويات البحثية للمركز، لتشمل أساليب التشخيص والتصنيف للإعاقة، والتدخل المبكر وشمل المعاق بالمجتمع، والتأثير الاجتماعي والاقتصادي للإعاقة. فيما قدم معالي المدير العام التنفيذي الأمين العام للمركز الأستاذ أحمد بن عبد العزيز اليحيى، عرضا عن أبرز أنشطة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة خلال الفترة من شهر مايو حتى سبتمبر 2018م، التي شهدت تنظيم العديد المحاضرات والدورات العلمية وورش العمل وتنسيق المركز مع عدد من الجهات المحلية والدولية لتوقيع العديد من مذكرات التفاهم والتعاون.