يرصد بسماء السعودية والوطن العربي بعد غروب شمس اليوم السبت 14 يوليو 2018 ومع الانتقال نحو بداية الليل هلال قمر شهر ذي القعدة يزين الأفق الغربي لقبة السماء والى أعلى يساره (بالنسبة للراصد) كوكب عطارد حيث يظهر كنقطة ضوئية لامعة للعين المجردة في الوقت الحالي ويمكن رؤية قرصة بالتلسكوب. ويمكن ملاحظة ان الجزء الغير مضاء من سطح القمر سيكون متوهج بضوء خافت وهو عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على القمر في ظاهرة يشار إليها بأن القمر الجديد يحتضن القديم ولبضعة ليالي مقبلة. وكان القمر وقع في مرحلة الاقتران (المحاق) يوم امس الجمعة 13 يوليو عن الساعه 5:49 صباحا بتوقيت السعودية (2:49 صباحا بتوقيت غرينتش). من ناحية أخرى كوكب عطارد يكون في قمة لمعانه عندما يكون قرصه قريب ليكون بالكامل مضاء بنور الشمس ويكون في اقل لمعان عندما يكون في طور الهلال إضافة ان رؤيته تعتمد أيضأ على الزاوية التي تفصله عن الشمس والتي تبلغ الان 26 درجة شرق الشمس عند غروبها. وللمقارنة فان كوكب الزهرة يكون في قمة لمعانه عندما يكون قرصة مضاء بحوالي 25 % بنور الشمس ، وفي الوقت الحالي يظهر من خلال التلسكوب قرصه احدب ،وعلى الرغم من ان الكوكب الآن تتناقص إضاءة قرصه في سماء المساء الا أن لمعان الكوكب يزداد يومآ بعد يوم سوف يصل قمة لمعانه في سبتمبر 2018. إلا ان عطارد سوف يخفت يومآ بعد يوم في سماء بداية الليل وذلك لان الكوكب يتجه لمرحلة ليكون قرصة يشبة الهلال والتي سوف يصلها في 9 اغسطس 2018 لينتقل من سماء المساء الى سماء الفجر. ربما يبدو غريبا ان هذين الكوكبين (عطارد و الزهرة) واللذان يقعان بين الأرض والشمس احدهما يكون في قمة لمعانه عندما يكون قرصة قريب ليكون قرصة مضاء بنسبة 100 % في حين ان الآخر يظهر في اقصى لمعانه عندما يكون مضاء بحوالي 25 % وهذا الاختلاف ناشىء من حقيقة أن الزهرة مغطى بغيوم في حين ان عطارد صخري مثل القمر. جدير بالذكر ان القمر يومآ بعد يوم يتحرك مبتعدا عن موقع غروب الشمس متجها نحو الشرق عبر السماء وهي حركته الطبيعية في مدارة حول الأرض وأثناء ذلك سوف يلتقي بكوكب الزهرة وغيره من الكواكب والنجوم الامعة ، وبعد سبعة ايام من الاقتران سوف يصل لمرحلة التربيع الأول. وبحلول منتصف شهر ذي القعدة الموافق 27 يوليو سيحدث خسوف كلي للقمر مع اكتمالة بدرا بسماء السعودية والوطن العربي.