د. أحمد بن محمد الزايدي لكل مسؤول سلطة يستمدها من الموقع الذي يشغله (المنصب) بما ينسجم مع الهيكل التنظيمي وحدود الصلاحيات الممنوحة له في أي منظمة سواء أكانت حكومية أم خاصة، فوحدة الأمر ومرجعيته من أسس الإدارة، وشتان بين قوة التأثير المستمدة من شخصية المسؤول وتلك المستمدة من المنصب. سلطة التأثير المستمدة من الشخصية تخاطب الجانب الإنساني لدى المرؤوسين ، فيكون التأثير على الجوانب النفسية وإشباع الحاجات وبناء العلاقات الاجتماعية وخلق المناخ الإيجابي الذي يشيع روح العمل الجماعي، ويعزز الثقة بين الرئيس والمرؤوسين ويرسخ قيم الإنتماء والإلتزام ويشجع على الإبداع والتميز ويتحقق معه النجاح ذلك هو سلوك القائد الحقيقي. القيادة تأثير وإلهام وتحفيز والقيادة إنصات وتقبل الرأي الآخر والقيادة عمل جماعي، والقيادة مشاركة في اتخاذ القرار ، والقيادة تتجاوز نتائج الفشل وتبحث عن الحلول والقيادة تتحمل المغرم وتشارك في المغنم والقيادة حب، وإحترام، وثقة وأمانة، وعدل وصدق، ولين جانب ورحابة صدر قال تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ..). القيادة ليست تخويف وإسكات كل صوت مخالف للرأي ، والقيادة حكمة وبعد نظر والقيادة تأني وتؤده وعدم استعجال والقيادة إتزان انفعالي وذكاء عاطفي والقيادة إلتزام وإنجاز والقيادة تصنع الفرق وتصنع النجاح ، وتفخر بنجاح الآخرين والقيادة الحقيقية تصنع حولها قيادات مبدعة. القائد الذي يلوح بالعقاب والصلاحيات قائد تسلطيي( أوتوكراقطي) يتكأ على السلطة فيوظفها لإسكات كل صوت معارض يستخدم سياسة العصا والجزرة لدفع المرؤسين للإنجاز رهبة لارغبة. القيادة الحقيقة قيادة مرنة منفتحة تؤمن بالرأي والرأي الآخر، تعالج الأخطاء بحكمة بعيداً عن التشنيع والتقريع. كاتب وأكاديمي