هل أنت قائد تستخدم صلاحياتك وتطبق سلطتك ؟ وأيهما أولى لديك كسب القلوب أم كسب المواقف ؟ (أرني القائد وسوف أخبرك عن رجاله , أرني الرجال وسوف أخبرك من قائدهم) آرثر نيو كمب .. القيادة بعبارة مبسطة ..هي عملية التأثير في الناس وتوجيههم نحو الهدف . تكمن أهمية القيادة الفاعلة في حاجة المجتمع الذي نعيشه إلى قيادات توجهه وتتولى عمليات التنظيم والتنسيق بين جميع شرائحه وتحقق التكامل بين مناشطه .. هذه القيادات هي التي تضفي طابعها المميز على المجتمعات سواء بالسلب أو بالإيجاب . أيضا لما لها من دور في التحفيز واكتشاف المواهب والإبداع في نفوس العاملين لاستمرار الجهود المثمرة في التدريب والتعليم والبحث والممارسة والتطبيق للخطط المرسومة بكفاءة وفاعلية لتحقيق التميز في أنفسهم وفيمن يقودونهم . ولأهميتها في نشر الثقافة المعرفية وربطها بادلتها وشواهدها لتتقبلها النفوس قبل العقول وتطمئن إليها لإحداث تغيير ما أو إيجاد قناعة ما , والسيطرة على مشكلات العمل وحلها , وحسم الخلافات والترجيح بين الآراء . ولا شك في أن الميدان التربوي في أشد الحاجة إلى القائد الجديد .. الذي يركز على تطوير رؤية ورسالة إدارته أو قسمه أكثر من تصميم إستراتيجية العمل ويحسن رسم مستقبل جذاب بروح تمتلك التطوير والإبداع إلى جانب العمل الدءوب والحس القيادي .. القائد الجديد من منظور الجودة هو من يجيد استخدام مفاتيح القيادة ومن أهمها الاتصال الفعال بالعاملين لديه أو مع غيره من الأقسام أو الإدارات الأخرى . القائد الجديد هو من ينبذ أسلوب السيطرة والاستبداد بغرض الانضباط لإيمانه بأنها تقتل روح الإبداع والمبادرة .. وإنما يجيد مهارات التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة وتشكيل فرق العمل ومتابعة التنفيذ وصولا إلى تقويم الأداء . ولابد من احتراف مبدأ التحفيز والتشجيع بتعقل لإذكاء نار الحماسة نحو العمل والانجاز بروح الفريق الواحد وروح التعاون والتكامل .. وهو من يجعل الأشياء بحسب أولوياتها ويركز اهتمامه على ماله قيمة . ولا نغفل أهمية مبدأ الثقة بالآخرين والإيمان العميق بأن نجاح شخص ما لا يعني فشل الأخر , كما أن تميز أحد مرؤوسيه عليه لا يعني فشله أو تهديدا لمنصبه .. القائد الجديد .. هو من يجيد فن صناعة قادة المستقبل , وخير قدوة له نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في سيرته العطرة مع أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم . نحن بحاجة إلى القائد المتكامل الذي يوجه جميع الطاقات تجاه العمل المطلوب على المدى القصير والبعيد ويحدد مستويات طموحة للأداء والإنتاج , ويتفهم التنوع والتفاوت في القدرات الفردية ويتعامل معها على هذا الأساس .. هو القائد الذي يجيد فن إصدار الأوامر بوضوح وثقة دون تعسف أو خروج عن قواعد الأدب أثناء ذلك , وهو من يمتلك القدرة على مواجهة المواقف والحقائق القاسية بكل شجاعة وإقدام . آمل أن يفيد هذا المقال قارئيه فيما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم ؛ ولن نعدم من ناصح أو محب تنبيها أو تصحيحا . بقلم / سميرة العتيبي