سلمان الشريدة يعتبر شهر رمضان المبارك اليوم هو شهر تتنافس بين وسائل الإعلام المرئية المسموعة والإعلام الجديد في محاولة منهم للفت إنتباه المشاهد وجذبه عبر طرق ووسائل عديدة وتختلف الأفكار فيها من وسيلة إلى وسيلة، وهم في سباق نحو المشاهد بسبب إرتفاع نسبة المشاهدات في هذا الشهر الفضيل رغم أن وقت الفراغ لدى معضم المجتمع قصير جداً إما على مائدة الإفطار أو ماقبل مائدة السحور. المنافسة بين وسائل الإعلام في شهر رمضان واضحة، ولكن يبقى الدور على المشاهد، هل يلتقط كل شي ويجذبه كل شي؟ سواء من هذه القنوات والمحطات أو مايقدمه مشاهير الإعلام الجديد، ويضيع هذا الشهر الكريم ومافيه من إستثمار حقيقي وتجارة رابحة مع الله سبحانه أمام تلك المحطات أو القنوات أو بين حسابات المشاهير. إما بمتابعة مسلسلات أو برامج تافهه أو مسابقات وضعها مشاهير وسائل التواصل الإجتماعي لزيادة عدد المتابعين ولإثارة الجدل. أم أنه يركز على محتوى البرامج المفيدة، والتي يقدمها بعض الإذاعات والقنوات الفضائية أو مشاهير الإعلام الجديد ونجد منهم من يبحث عن محتوى جيد ومفيد للمتابع. برنامج من الصفر على قناة mbc، والذي يقدمه الإعلامي المتميز الزميل مفيد النويصر هو أحد البرامج المتميزة، ومفيد للمتابع كما هو أسم مقدم البرنامج. شدتني فكرة البرنامج منذ موسمه الأول، ومازالت أتابع موسمه الثالث هذا العام، وكيف يقدم في كل يوم شخصية من الشخصيات السعودية والخليجية الملهمة والبارزة في كافة المجالات، ليتحدثوا عن بداياتهم من الصفر وتجاربهم وقصص تحدياتهم التي لاتنسى. عندما يأتيك برنامج مثل هذا البرنامج وبتوقيت مناسب عند الساعة الخامسة وخسة عشر دقيقة عصراً، ويعاد عند الساعة الثانية وثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل وعلى مائدة السحور تشاهد محتوى دسم مليئ بالخبرات وقصص النجاح والكفاح، فإنك أمام متعة وفائدة في آن واحد، هكذا تكون البرامج وإلا فلا. ليس من السهل البحث عن شخصيات بارزة وتذهب شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، لتقابل كل واحد منهم وبمجالات عديدة ومختلفة. وتستمع إليه لتكتسب من خبرة السنين الطويلة، ولكن الزميل "مفيد النويصر" وفريق عمل برنامج من الصفر، قاموا بعمل جبار يشكرون عليه، حيث إستطاعوا أن يقدموا تلك الشخصيات عبر سلسلة من الحلقات لتصل إلى المشاهد بسهولة. ستمع لقصص النجاح ونجومها، وكيف إستطاعوا الوصول إلى القمة في مجالهم، وكيف واجهوا مراحل الفشل والتحديات. وإلى المواقف الأخلاقية في التضحيات والتكاتف والمساندة من أشخاص بقوا في ذاكرتهم ولم ينسوهم، ولكن كل هذا ليس بشيء عادي، بل سيعطيك طاقة إيجابية وسيدفعك إلى التفائل، وسيزيد اليقين عندك بأنه لاشيء مستحيل، وبإن النجاحات بحر واسع ويتسع الجميع، وهي ليست محصورة على شخص دون أخر مهما كان أسمه أو علمه أو ضروفه المادية والإجتماعية. كما سيرسخ لديك القناعة بأن كلمة لأستطيع هي كلمة مزيفة يروجها الكُسالا، وسيجعلك لاتستكثر النجاح على أحد حتى وإن بدأ فاشلاً ثم نجح، ولن تفكر يوماً بأن تعاير أحداً بفشلة السابق، لأنها من أول وأهم المراحل خلال الطريق للنجاح، وستستمع وستشاهد لتعرف الطموح الصادق الذي لايكل ولايمل ولايتأثر بأي عثرة سواء فعلية أو معنوية. بلا شك الإعلام رسالة، ومحتوى البرامج المفيدة والفريدة هي أهم وأقوى الرسائل المؤثرة، وتحتاج إلى فكر إعلامي متميز وجاد في تقديم الأفضل من الأفكار، فالأفضل هو مايجمع بين الفائدة والإنتشار، ويسعى إلى نشر الإيجابية في المجتمع مع ترسيخ للقيم والثوابت الدينية والإجتماعية؛ بالفعل من الصفر يامفيد،، عملٌ فريد.