قال التلفزيون السوري إن قوات الامن السورية خاضت معارك مع مجموعات مسلحة في شمال غرب البلاد خلفت ما يزيد على 120 قتيلا في صفوف قوات الامن وذلك في اول مرة تتحدث فيها وسائل الاعلام الرسمية عن معركة بهذا الحجم في اطار الانتفاضة المناهضة للحكومة.وقال التلفزيون ان مجموعات مسلحة اشعلت النار في مبان حكومية في بلدة جسر الشغور في شمال غرب البلاد وسرقت خمسة اطنان من الديناميت واطلقت النار على المدنيين وقوات الامن مستخدمة الاسلحة الالية والقذائف الصاروخية. واضاف ان قوات الامن تمكنت من فك حصار احد الاحياء السكنية التي سيطر عليها المسلحون بعض الوقت وتقاتل المسلحين لانهاء حصارهم للاحياء الاخرى.ومضى قائلا ان المسلحين مثلوا ببعض الجثث وألقوا بعضها الاخر في نهر العاصي وان اهالي البلدة استغاثوا بالجيش أن يتدخل على وجه السرعة. وقال وزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار ان السلطة سترد بحزم وحسم على الهجمات المسلحة وقال وزير الاعلام عدنان محمود ان وحدات الجيش التي ظلت حتى الان خارج البلدة “ستقوم بتنفيذ مهامها الوطنية لإعادة الامن والطمأنينة”. وذكر نشطاء المعارضة في وقت سابق ان عملية أمنية جارية في البلدة منذ يوم السبت وقتل فيها 37 على الاقل من سكان البلدة وعشرة من افراد الشرطة.ومنعت السلطات معظم وسائل الاعلام الدولية من العمل في سوريا الامر الذي يتعذر معه التحقق من أنباء العنف التي ترد سواء من المسؤولين او النشطاء. وتزايدت حالات الاحتجاج على الرئيس بشار الاسد برغم بوادر الاصلاح واستمرار الحملات الامنية التي قتل فيها ما لا يقل عن 1100 شخص منذ بداية الانتفاضة في أواسط مارس اذار. وقال مقيمون في جسر الشغور ان موجة من عمليات القتل بدأت في البلدة في يوم السبت عندما اطلق قناصة من على سطح مكتب البريد الرئيسي النار على المشاركين في جنازة ستة محتجين قتلوا في مظاهرة قبل ذلك بيوم.وقال معلم يدرس التاريخ ذكر ان اسمه أحمد ان المشاركين في الجنازة أشعلوا النار في مكتب البريد تعبيرا عن غضبهم بعد اطلاق النار. وقال التلفزيون الرسمي ان ثمانية من افراد قوات الامن قتلوا عندما هاجم مسلحون مبنى مكتب البريد.واضاف ان 20 على الاقل من افراد قوات الامن قتلوا في كمين نصبته تنظيمات مسلحة وقتل 82 اخرون في هجوم على موقع أمني. وتابع ان العدد الاجمالي للقتلى في صفوف قوات الامن 120.وكان تمرد على حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد شهدته جسر الشغور عام 1980 قد سحق بوحشية وسقط عشرات القتلى. وتقع البلدة التي يبلغ عدد سكانها 50 الف نسمة على الطريق بين مدينة اللاذقية الساحلية وحلب وهي ثاني اكبر مدينة في سوريا ولم تشهد احتجاجات تذكر على الأسد حتى الان. وأغلب سكان البلدة سنة لكن نشطاء يقولون ان في المنطقة قرى علوية ومسيحية.ويقول دعاة حقوق الانسان ان وفاة بعض الجنود او افراد الشرطة خلال الانتفاضة كان نتيجة قتل افراد قوات الامن الذين يسعون للهروب من صفوفها او يرفضون اطاعة الاوامر. وقال احد النشطاء رفض الافصاح عن اسمه “قصة هرب قوات الامن غير حقيقية. “افراد الشرطة وقوات الامن” قتلوا على ايدي المسلحين خلال العملية وقد تعرضوا لاطلاق النار. بعض الناس في بعض المناطق رفعوا السلاح”.وقال النشط ان بلدتي خان شيخون ومعرة النعمان اللتين تقعان على على طريق استراتيجي بين العاصمة وحلب خارج سيطرة الحكومة واضاف “الوضع خطير. ما يحدث يعتبر عصيانا مسلحا. أنا أعارض العنف من اي طرف كان”.