يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجزائر، اليوم الأربعاء، يرتقب أن يجدد خلال الزيارة لتأكيد على "العلاقة الخاصة" بين البلدين، محاولا في الوقت ذاته تجاوز خلافات فترة الاستعمار. وما زالت زيارة ماكرون للجزائر أثناء حملته الانتخابية عالقة في الأذهان، إذ وصف خلالها الاستعمار الفرنسي لها بأنه "جريمة ضد الإنسانية". وتعد الزيارة هي الأولى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، منذ توليه منصبه في مايو الماضي، ومن المتوقع أن يؤكد مجددا على "العلاقة الخاصة" بين البلدين، ويحاول طي صفحة الماضي الاستعماري، على غرار ما فعل الأسبوع الماضي في جنوب الصحراء الأفريقية. ويلتقي ماكرون مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بتوفليقة، في مقر إقامته بزيرالدة غرب العاصمة، في وقت زاد فيه الصراع السياسي حول بوتفليقة مع تدهور صحته، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن المرحلة الانتقالية إذا تنحى عن منصبه قبل انتهاء فترة ولايته في 2019. وقال دبلوماسي فرنسي "الجزائر قد تكون أكبر اختبار للسياسة الخارجية بالنسبة لماكرون، لأن الحالة الصحية لبوتفليقة مصدر قلق، وما قد يحدث بعدها ستكون له تداعيات كبرى بالنسبة لنا". وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون "يتمتع بصورة جيدة جدا في الجزائر"، موضحة أنه زارها مرارا حين كان وزيرا للاقتصاد، ومرة أخرى عندما كان مرشحا للرئاسة، سبب ماكرون صدمة للكثيرين في فرنسا عندما قال إن استعمار فرنسا للجزائر الذي استمر 132 عاما كان "جريمة ضد الإنسانية"، التصريح الذذي لقي ترحيبا في الجزائر مقابل انتقادات شديدة في فرنسا من اليمين واليمين المتطرف. وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية "استخدم الرئيس كلمات قوية نالت استحسان الجزائريين، لكن الفكرة اليوم هي طي الصفحة وبناء علاقات جديدة مع الجزائر" مضيفا أن الشباب سيكونون محور رسالته. ومنذ عهد الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان، في 1975، الذي قام بأول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة، زار كافة رؤساء فرنساالجزائر. وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند قد تبنى نبرة تصالحية واصفا استعمار بلاده للجزائر بأنه "وحشي وجائر" ومن المستبعد أن يزيد ماكرون على ذلك.