أكدت الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون أن 5 عمليات اختراق متطورة على الأقل استهدفت شبكتها الإلكترونية منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، استناداً إلى دراسة أجرتها شركة «ترند مايكرو» الأمنية، وتوصلت إلى أدلة على استهداف مجموعة تجسس تدعى «بون ستورم» للحملة، لكن من دون أن تنجح أياً منها في سرقة بيانات. وأفاد بيان أصدره حزب «إلى الأمام» (وسط) الذي ينتمي إليه ماكرون بأن زعيمه «هو المرشح الوحيد المستهدف في حملة الرئاسة، وذلك ليس مصادفة لأنه آخر المرشحين التقدميين في هذه الانتخابات». وفي إطار حملة الدورة الثانية المقررة في 7 أيار (مايو) المقبل، اتهم ماكرون منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبان ب «الترويج للكراهية والعزلة عبر سياسة ستؤدي إلى تخريب الاقتصاد، وإضعاف الطبقات العاملة». وأكد التزامه برنامجه الذي يهدف إلى التفوق على سياسيي الحزبين الرئيسين التقليديين اليساري واليميني، علماً أنه هزم مرشحي الحزبين في الدورة الأولى التي أجريت الأحد. إلى ذلك، طالب الرئيس فرنسوا هولاند وزراء الحكومة ببذل كل ما في وسعهم لضمان إلحاق أكبر هزيمة بلوبن في دورة الإعادة، وحض الفرنسيين على التصويت لماكرون. وأعلن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أنه سيصوت لماكرون في الدورة الثانية، وكتب على وسائل تواصل اجتماعي إنه اتخذ هذا القرار لأن البديل سيكون مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، وشدد على أن منح صوته لماكرون لا يعني تبنيه برنامجه الانتخابي. في الجزائر، وصف وزير الخارجية رمطان لعمامرة المرشح ماكرون بأنه «صديق» لبلادنا التي كان زارها في شباط (فبراير) الماضي، وخصصت السلطات لقاءات رسمية له، أهمها مع رئيس الوزراء عبدالمالك سلال ووزراء. ويعتقد بأن الجزائر اضطلعت بدور في إعلان مسجد باريس دعمه ماركون في الدورة الثانية المقبلة، في حين يتواجد ملايين الناخبين الجزائريين في فرنسا واضطلعوا بدور لافت في فوز الرئيس المنقضية ولايته هولاند. وقال لعمامرة على هامش محاضرة حول «حرية المعتقد في الجزائر»: «يجب أن ننتظر نتائج الدورة الثانية، وماكرون هو صديق الجزائر». وفي موقف متقدم، اعتبر ماكرون خلال زيارته الجزائر أن جرائم فرنسا في حق الجزائريين خلال حقبة الاستعمار، «جريمة ضد الإنسانية». أما لوبن فما زالت وفية لموقف والدها، جان ماري، تجاه الجزائر، والذي كان انضم إلى فوج مظليي الجيش الفرنسي الذين مارسوا التعذيب ضد الجزائريين، واتخذ مواقف عدائية ضد المهاجرين الجزائريين تحديداً، وانتقد كثيراً مسؤولين رسميين بينهم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وتخشى الجزائر صعود لوبن بسبب موقفها من قضايا ثنائية عدة، خصوصاً اتفاق الهجرة الثنائية الذي وقع سنة 1968، والذي يمنح مفاضلة كبيرة للرعايا الجزائريين مقارنة بباقي دول العالم، في شأن إمكان الهجرة والتجنس، وما يعرف ب «اجتماع الأقارب». وحاول الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي دفع الجزائر إلى مراجعة الاتفاق، لكن عرضه رفض في شكل قاطع.