لم تكن الأحداث الأخيرة والمتعلقة بالقرارات المتخذة من قبل القيادة السعودية ضد حكومة قطر وليدة اللحظة أو نتيجة مواقف متأخرة قامت بها الحكومة القطرية بل جاءت بعد ممارسات طويلة عدوانية طيلة عقدين من الزمن كان الهدف من خلالها بث الفتنة وتضليل الرأي العام ومحاولات شق الصف السعودي. بالإضافة لدعم الإرهاب والتطرف لجماعات متطرفة عدة وأبرز ما يؤكد ذلك استماتة تلك الجماعات المتشددة بالدفاع عن قطر إثر القرارات الصارمة المتخذة مؤخرا من قبل الحكومة السعودية وعدد من الدول العربية والإسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق المنافذ المختلفة أمام الدولة القطرية . وتصاعدت مع الأزمة الأخيرة عدة تسريبات خطيرة عززت المعلومات المؤكدة حول سعي الأسرة الحاكمة القطرية لشق الصف السعودي ودعم الحركات المسلحة لبث الفوضى بعدد من البلدان الخليجية والعربية وذلك بحسب عدد من الخطابات المسربة من قبل الديوان الأميري والتي حملت في طياتها اعتماد مبالغ مالية ضخمة لاستمرار العمليات التخريبية، ودعم الميلشيات الإرهابية بالإضافة لدعم الأبواق المرتزقة التي تتطاول على قيادة وشعب المملكة العربية السعودية. ومواصلة لهذا السلوك المشين من قبل حكومة الدوحة لقيت تسريبات مكالمة الأمير الأب حمد مع الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي انتشار واسع والتي أظهر الأب من خلالها الحقد الدفين والشر المتين للمملكة العربية السعودية حكومة وشعبا وأمله المتواصل في انتشار الفوضى في بلاد قبلة المسلمين إلا أن وعي الشعب السعودي شكل صفعة مدوية لأهدافه والأجندة التابعة له بالدفاع عن بلاد الحرمين ونبذ ما تضمنته التصريحات من معلومات كيدية أكدت شرور القيادة القطرية ونيتها المبطنة بالشرور. ومنذ انطلاق الأزمة الخليجية التي كانت الدولة القطرية النواة الأساس فيها من خلال ممارساتها العدوانية شهدت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة مشاركات واسعة من قبل الناشطين السعوديين عبروا من خلالها عن خيبة أملهم بتلك الممارسات البعيدة كل البعد عن مبدأ احترام الجوار والأنظمة الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي، مستنكرين بالوقت ذاته جهل القيادة القطرية ودفعهم للشعب القطري الشقيق ضحية لهذه الممارسات الصبيانية المغلوطة. يذكر أن الأزمة الخليجية سبقتها عدة تصريحات عدوانية من قبل أمير قطر تميم بن حمد نشرت من خلال وكالة الأنباء الرسمية القطرية وجاءت مناهضة لما ذكر في قمة الرياض الأخيرة بتصرف يعد انقلابا صريحا على إجماع العديد من الدول المختلفة في محاربة التطرف. وبررت القيادة القطرية بأن هذه التصريحات مفبركة إلا أن الأفعال الأخيرة المتخذة من قبلهم كانت أكبر دليلا على صحتها وأن الإدعاء بفبركتها ماهو إلا محاولة للهروب من واقعهم المرير.