وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة له، أمس الثلاثاء، التطورات بشأن مقاطعة المملكة وعدد من الدول لقطر بأنها «قد تكون بداية لنهاية فظائع الإرهاب». وكتب على حسابه على تويتر: «من الجيد رؤية زيارتي للسعودية ولقائي مع العاهل السعودي و50 من قادة الدول تؤتي ثمارها». وأضاف: «لقد قالوا إنهم سيتخذون موقفا صارما بشأن تمويل التطرف، وكل الاشارات كانت تصب نحو قطر. ربما هذا سيكون بداية نهاية فظائع الإرهاب». وغرد ترامب بعدها قائلا:«التطرف وكل مؤشرات تتوجه إلى قطر، ربما سيكون ذلك بداية النهاية لرعب الإرهاب»، كما حملت تغريدة له ايضا في وقت سابق أمس، ولأول مرة تاكيده على أن قادة دول منطقة الشرق الأوسط أشاروا إلى قطر فيما يتصل بتمويل الفكر المتطرف، وذلك في إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية لديها تحفظ حول ممارسات الدوحة واساليبها المتلونة حيال عدم الالتزام بمكافحة الإرهاب وانتهاج المقاربة مع طهران التي اتفق عليها الجميع بأنها السبب الرئيسي في اشعال المنطقة وتهديد السلم والاستقرار فيها. وكتب ترمب على «توتير»: خلال زيارتي الأخيرة إلى الشرق الأوسط، حين تحدثت عن ضرورة وقف تمويل الفكر المتطرف، أشار القادة إلى قطر. وتأتي هذه الازمة في الخليج بعد اكثر من أسبوعين على زيارته الى الرياض حيث دعا الدول الاسلامية الى التصدي للارهاب وشنَّ هجوما لاذعا على ايران. انتقادات لقمة الرياض بدأت الأزمة في مايو عند ما أعلنت قطر أنها تعرضت لقرصنة أدت الى نشر تصريحات نسبت الى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على وكالة الانباء القطرية الرسمية. وتضمنت التصريحات انتقادات للولايات المتحدة والسعودية ودول الخليج بعد القمة الخليجية الامريكية خلال زيارة ترامب للرياض، لجهة موقفها من ايران. ونقل عن الامير قوله: إن ايران تمثل ثقلا إقليميا وانه ليس من الحكمة التصعيد معها. وللولايات المتحدة قاعدة جوية في قطر ينتشر فيها عشرة آلاف جندي امريكي، وهي مقر القيادة العسكرية لمنطقة الشرق الاوسط وتستخدم خصوصا في الغارات الامريكية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وسبق للكويت ان قامت بدور وساطة بين قطر والدول الخليجية في مجلس التعاون في 2014 تم على اثرها إعادة العلاقات مع الدوحة بعد فترة من قطعها من جانب الرياضوابوظبي والمنامة. لكن ابوظبي اكدت الثلاثاء ان اي حل للازمة يجب ان يكون مرفقا بضمانات. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على تويتر: بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة. قطر تتجاهل القمة وسبق أن نقلت صحيفة ويكلي ستاندرد عن مسؤول في البيت الأبيض، تأكيده مخرجات قمة الرياض بشأن مكافحة الإرهاب، وأهمية الاتفاق على إنشاء مركز لمكافحة التطرف بالرياض، وأن جميع الموقعين عليه، ومنهم قطر، التزموا بتفاصيل يعرفون أنها تحدد مسؤولياتهم عن معاقبة كل من يمول الإرهاب، بما في ذلك الأفراد. ونقلت الصحيفة تصريحات دينا باول، نائبة مستشار الأمن القومي، بأن الاتفاق على إنشاء مركز لمكافحة التطرف بالرياض يتضمن أقصى التعهدات بعدم تمويل منظمات الإرهاب. وأبدت باول تخوفها من قطر وفقا للصحيفة بقولها: تلك الإمارة الصغيرة في الجزيرة العربية، كانت دوما متمردة على أي ترتيبات تتصل بقضايا تمويل الإرهاب. وذكرت الصحيفة أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني كان يصر دوما على تجاهل ما يعيق التمويل القطري لتنظيم القاعدة ولحركة حماس. ووفقا للصحيفة فقد عاد الرئيس الأمريكي بعد لقائه مع قادة مجلس التعاون في الرياض، وهو مقتنع بأنهم يقدرون تماما موقفه الحازم من إيران وتوجهاتها التوسعية على حساب الدول العربية. خريطة طريق مضمونة إلى ذلك، بدأت الكويت على ما يبدو وساطة بين الدوحة والدول التي اعلنت قطع العلاقات معها، بينما دعت الإمارات الثلاثاء الى العمل على خريطة طريق لإعادة العلاقات مع الدوحة، الا انها شددت على ضرورة وجود ضمانات لتنفيذ خريطة الطريق هذه. ودعت ابوظبي الى العمل على خريطة طريق مضمونة لاعادة العلاقات مع الدوحة، مطالبة اياها بتغيير سلوكها ووقف الرهان على التطرف، بعد يوم من اندلاع ازمة دبلوماسية حادة بين قطر ودول خليجية. واتهم وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات العربية المتحدة انور قرقاش الدوحة بمواصلة الاعتماد على سياسة المال والإعلام والرهان على الحزبية والتطرف، معتبرا ان جوهر الحل في تغيير السلوك المحرض والمضر. وكتب: في الإمارات اخترنا الصدق والشفافية، اخترنا الاستقرار على الفوضى، اخترنا الاعتدال والتنمية، اخترنا الثقة والوضوح، واخترنا سلمان والسعودية. من جهتها عددت الخارجية السعودية على حسابها في تويتر الثلاثاء بعض الاسباب التي ادت الى قطع العلاقات تحت عنوان العهود التي نقضتها الدوحة. قطر ودول الخليج واتهمت قطر بالتدخل في شؤون دول خليجية اخرى والتحريض ضدها في الاعلام، واستمرار دعم جماعة الاخوان المسلمين واحتضانهم على الاراضي القطرية، وعدم ابعاد جميع العناصر المعادية لدول المجلس عن اراضيها. وأدت ممارساتها الى تأجيج التوتر مع دول الخليج، وتضمنت الاجراءات العقابية المتخذة من المملكة وعدد من الدول، اغلاق المجالات الجوية امام رحلات الخطوط الجوية القطرية، واغلاق الحدود البرية مع السعودية. كما طلب من رعايا قطر المقيمين والزائرين في السعودية والامارات والبحرين، مغادرة اراضيها في مهلة 14 يوما ورغم التطمينات التي أطلقتها الحكومة القطرية للسكان، إلا أن ذلك لم يحل دون تشكل طوابير طويلة أمام المتاجر لتخزين المواد الأساسية خشية نقصانها في الأسواق. وقام المتسوقون بملء العربات والسلال بمختلف البضائع، وخلت بعض الرفوف من المواد الأساسية مثل الحليب والأرز والدجاج. وتعتمد قطر بشكل كبير على الواردات في قطاع المواد الغذائية التي يأتي معظمها من الدول الخليجية ومن المتوقع أن يكون قطاع الصادرات هو الاكثر تضررا في الاقتصاد القطري، ويشمل الآلات والاجهزة الالكترونية والماشية التي تنقل برا إلى السعودية. وبلغت قيمة الصادرات القطرية إلى السعودية 896 مليون دولار في 2015. تغريدة ترامب على تويتر أمس