كشف مبارك الخرينج، النائب السابق لرئيس مجلس الأمة الكويتي، كواليس لقائه مع الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، في حوار أجراه مع الزميل أحمد عبدالرحمن ونُشر بموقع «الصباح العربي»، الثلاثاء. وقال الخرينج، في حواره، إن اللقاء تم ترتيبه «عن طريق اتصال هاتفي مع فريد الديب المحامي، وعرضت عليه رغبتي فى زيارة الرئيس الأسبق مبارك بمناسبة خروجه من المستشفى، ونقل بدوره هذه الرغبة، والذي رحب وحدد موعد اللقاء في مقر إقامته بمصر الجديدة». ونشر الخرينج، في حسابه على «تويتر»، السبت الماضي، صورة جمعته مع مبارك، قائلًا إنه التقاه بمقر إقامته في مصر الجديدة. وبسؤاله عن إخطار الأمن بتلك الزيارة، أجاب الخرينج: «الحقيقة لم أتواصل مع أحد من الأمن إلا أنه عند ذهابي إلى مقر إقامة الرئيس الأسبق، وجدت الحراسة الخاصة بمقر إقامته على علم بالزيارة، وتم إتباع المتعارف عليه في مثل هذه الزيارات إلا أنني لاحظت أن الحراسة مشددة حول مقر الإقامة وهو شيء أتفهمه جيدًا». وكان جمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق، أول من استقبل الخرينج، كما يقول في حواره، على باب الفيلا، مضيفًا: «رحب بي واصطحبني إلى الداخل بكلمات التحية والترحيب، وأشار لي بالدخول إلى أحد غرف الاستقبال». وعما دار بينهما من حوار، قال الخرينج: «وجدت الرئيس الأسبق مبارك في انتظاري واقفاً وصافحته وعانقته، وأنا أقول له – حمد الله على سلامتك – وبدوره قال لي أهلا بيك أخ مبارك الله يسلمك .. وأشار لي بالجلوس إلى جواره على أحد المقاعد». ويضيف: «الحقيقة لثواني تجولت في الغرفة بنظري وأنا أرتب لكلماتي الافتتاحية معه، واستمر الصمت لأقل من الدقيقة قطعه دخول أحد العاملين بالفيلا، حاملا 4 باقات من الزهور كانت في السيارة التي ذهبت بها إلى اللقاء، وقدمت له أحدهم قائلا هذه هدية رمزية لكم بمناسبة الشفاء والخروج من المستشفى، وابتسم الرئيس الأسبق وقال بسعادة (ده كثير يا أخ مبارك )، فقلت له ده أبسط تعبير عن مشاعر الحب التى يكنها لك الشعب الكويتي، وقدمت باقة أخرى لنجله جمال مبارك وطلبت منه أن يقدم بالنيابة عني باقة لشقيقه علاء وأخرى للسيدة سوزان مبارك، نظراً لعدم تواجدهما خلال هذا اللقاء». وعن مدة الحوار الذي دار بينهما، قال: « اللقاء كان حميمياً جداً، لدرجة إني لم أشعر بالوقت إلا عندما خرجت من الفيلا، وأدركت أن اللقاء تجاوز الساعة»، بينما أجاب على سؤال يتعلق بجمال مبارك، قائلًا عنه: «لم يتدخل في الحوار من قريب أو بعيد واكتفى بالاستماع للحديث بيني وبين والده». وبسؤاله عن أهم الموضوعات التي تحدثا فيها خلال اللقاء، قال الخرينج: «في البداية كانت الجلسة تتسم بالرسمية بعض الشيء، إلى أن سألني الرئيس الأسبق عن الكويت وأهلها، وأجبته بأن شعب الكويت يقدره ويقدر وقفته الشجاعة إبان الغزو العراقي للكويت، وأكدت له بأن الشعب الكويتي لا ينسى مواقفه الداعمة لتحرير الكويت خلال مؤتمر القمة العربي الطارئ خلال أزمة الغزو ورسائله، التي كان يرسلها إلى صدام حسين ذاك الوقت». وكشف عن رد فعل مبارك تجاه هذه الكلمات، قائلًا: «ابتسم الرئيس الأسبق، وقال إنه يحترم الكويت أميرا وحكومة وشعباً وكان حريص دائماً على التواصل مع الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وكان يتصل به دائماً ويتشاور معه في العديد من القضايا، وأيضاً أكد على احترامه وتقديره وحبه لأمير دولة الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وأكد أنه تربطه علاقة صداقة معه منذ أكثر من 40 عاما، وأن سمو الأمير كان ولا يزال عاشقاً لمصر وللمصريين وأنه كان يحرص دائماً على لقائه وأنه يتسم بالحكمة ورجاحة العقل». واسترجع مبارك ذكرياته عن الكويت وأهلها، وفقًا لما قاله الخرينج: «بالفعل تطرق الحديث إلى ذكريات الرئيس الأسبق عن الكويت، حيث قال إن أول دولة قام بزيارتها بعد أن أصبح رئيس لمصر عام 1981، كان لدولة الكويت وأنه لديه العديد من الذكريات الجميلة عن هذا البلد الشقيق». ويكمل: «شد انتباهي أنه يتمتع بذاكرة قوية جدا، حيث تذكر الكثير من الأسماء للعديد من المسؤولين الكويتيين الراحلين، وبعض المواقف التي حدثت معهم إبان حكمه». وبسؤاله: «هل لاحظت أن سنوات السجن والمرض قد تركت آثارها على الرئيس الأسبق مبارك»، أجاب الخرينج: «بمنتهي الصراحة لم أجد أي تغيير في الرجل الذي قابلته منذ أكثر من 20 عاماً، حيث كان في كامل أناقته وحاضر الذهن وسريع القفشات مثلما كان في الماضي، بالإضافة إلي أنك تستطيع أن تلاحظ ثقته في نفسه بشكل واضح جدا». وعما دار بينهما بشأن الحديث عن مصر وأحوالها، قال الخرينج «الحقيقة أن اللقاء لم يتطرق إلى الحديث عن مصر، إلا أن الرئيس الأسبق مبارك كان يؤكد أن مصر قوية بأبنائها، وأن الجميع يجب أن يتكاتف لتظل مصر هي الشقيقة الكبرى لكل الوطن العربي وأن تكون دائما هي قلب العرب النابض». وفي ختام اللقاء شكر الخرينج مبارك «على السماح لي بهذه الزيارة، وأكدت له بأن مصر ستظل دائما قوية بأقباطها ومسلميها، وأن جيش مصر العظيم هو رمز الأمان لكل الدول العربية وأنها تخطو إلى الأمام بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي».