أكدت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في عهد الرئيس جورج بوش الإبن أن أسبابا أمنية بحتة هي التي دفعت الولاياتالمتحدة للإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومحاربة حركة طالبان في أفغانستان. وقالت رايس إننا لم نذهب للعراق إلا لمشكلة أمنية بحتة، وما كنا نسعى إلا للإطاحة بصدام حسين لاعتقادنا بوجود أسلحة الدمار الشامل ونفت في لقاء عقدته أول أمس الخميس في معهد بروكينغز أن يكون السبب هو جلب الديمقراطية للبلدين. وأضافت "لم يكن قط في خطط الرئيس بوش حينها استخدام القوة العسكرية من أجل جلب الديمقراطية، لا في العراق عام 2003، ولا في أفغانستان عام 2001". ويبدو أن واشنطن نادت يومها بالصرح الديمقراطي المنشود في العراق بعد فشل روايتها المزعومة عن وجود أسلحة، وخلق فوضى جارفة في البلد خلفت آلاف القتلى والجرحى وملايين من الأيتام والأرامل، وصراعا سياسيا قسم المجتمع العراقي على الصعيدين الاثني والطائفي وضيع هيبة الدولة العراقية ومواردها. وفي عهد باراك أوباما تخلت الولاياتالمتحدة عن العراق وظهرت الحقائق، وبرزت أجندة إيران على السطح بعد الانسحاب الأميركي، وبات ما يحكى عن نفوذ محسوس لإيران قبل 2011 معلنا وواضحا. يذكر أن رايس عرجت في حديثها بمعهد بروكينغز على ما وصفتها بالحركات الشعبوية، التي ظهرت في الولاياتالمتحدة وأوروبا الغربية مؤخرا، وعدّتها مجرد تعبيرات احتجاجية ضد نخب حاكمة، تجاهلت مخاوف الناس بشأن ملفات كالتجارة الحرة والهجرة غير المحدودة. وكانت رايس -وهي تعمل الآن أستاذة في جامعة ستانفورد- قالت في مقابلة صحفية الاثنين الماضي إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب (قطب عقارات بنيويورك) ربما ينظر إلى السياسة الخارجية على أنها إبرام صفقات أكثر من كونها إيجاد مصالح مشتركة. وأضافت :ما زال لدى الرئيس نوع من الآراء في السياسات الدولية نابع من المعاملات التجارية، ولكن في حقيقة الأمر المصالح تدوم أكثر من المعاملات التجارية.