يلتقي المرشحون ال11 للانتخابات الرئاسية الفرنسية في مناظرة تلفزيونية هي الثانية لخمسة منهم بعد مناظرة 20 آذار/مارس التي تابعها أكثر من عشرة ملايين مشاهد. يأتي هذا قبل ثلاثة أسابيع من الدور الأول الذي ترجح استطلاعات الرأي أن تفوز فيه مارين لوبان وإيمانويل ماكرون. قبل ثلاثة أسابيع من الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية، يتواجه المرشحون ال11 مساء الثلاثاء في مناظرة تلفزيونية جديدة، في محاولة لإقناع أعداد الناخبين الذين لم يحسموا خيارهم بعد، وإبعاد خطر مقاطعة قياسية يهدد هذا الاستحقاق. وفي بادرة غير مسبوقة قبل الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يلتقي المرشحون جميعهم في مناظرة ليعرض كل منهم مشروعه، في سياق حملة شهدت فضائح وتقلبات في المواقف وتلقى متابعة حثيثة خارج فرنسا، فيما تتوقع استطلاعات الرأي انتقال مرشحة اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية. وسبق أن دار نقاش حاد بين المرشحين الخمسة الرئيسيين في 20 مارس في مناظرة تلفزيونية تابعها أكثر من عشرة ملايين مشاهد. لوبان وماكرون في المقدمة وتأمل مارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية المعادي للهجرة والمعارض لأوروبا، وإيمانويل ماكرون الوزير السابق في حكومة الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند والذي انتقل إلى الوسط، في تعزيز تقدمهما مساء الثلاثاء في وقت يكادان يتعادلان في استطلاعات الرأي بحصول كل منهما على حوالى 26% من نوايا الأصوات، ولو أن تقدمهما على المرشحين الآخرين سيحمل خصومهما على تركيز انتقاداتهم عليهما. أما مرشح اليمين فرانسوا فيون الذي تراجع إلى المرتبة الثالثة (17%) بعد فضيحة حول وظائف وهمية أدت إلى توجيه التهمة إليه ولا سيما باختلاس أموال عامة (في سابقة بالنسبة لمرشح أساسي للرئاسة)، فسيسعى لإقناع الناخبين بصوابية برنامج التقشف الذي يدعو إليه، آملا في الانتقال إلى الدورة الثانية. ويأتي في المرتبة الرابعة زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلنشون الذي يواصل التقدم في استطلاعات الرأي حيث بات يحظى بتأييد 15% من الناخبين، متقدما بفارق كبير على خصمه الاشتراكي بونوا هامون. ويأمل ميلنشون في مواصلة التقدم سعيا لتخطي المحافظ فيون. وقبل 19 يوما من الانتخابات، ترتدي مسألة إقناع الناخبين أهمية جوهرية، مع إعلان حوالى ثلثهم عزمهم على المقاطعة، وهي نسبة قياسية لانتخابات رئاسية تنجح عادة في تعبئة حوالى 80% من الفرنسيين. ومن الملفت أيضا أن عدد الناخبين المترددين لم يكن يوما بهذا المستوى قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، بما في ذلك بين الذين يؤكدون عزمهم على المشاركة. ويقول حوالى ثلث الفرنسيين (38% بحسب معهد بي في آ، و31% بحسب إيفوب) أنهم لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، أو أنه ما زال من الممكن أن يبدلوا رأيهم. ويعقد هذا التردد عمل مراكز استطلاعات الرأي التي باتت تحت المجهر بعدما فشلت زميلاتها الأمريكية في توقع انتخاب دونالد ترامب في البيت الأبيض، وعجزت المعاهد البريطانية عن ترقب قرار الخروج من الاتحاد الأوروبي. وما ساهم في تعزيز الريبة حيال توقعات مراكز استطلاعات الرأي، أن الانتخابات التمهيدية في اليمين واليسار في نهاية 2016 ومطلع 2017 أسفرت عن هزيمة مفاجئة للمرشحين الأوفر حظا في المعسكرين رئيس الوزراء اليميني السابق آلان جوبيه ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس.