قام رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم، بزيارة مفاجئة لطلبة الدورة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب على القيادة، والذين يمرون الآن بمرحلة الإعداد على نموذج محاكاة الدولة المصرية. واستعرض الرئيس المصري خلال اللقاء ما تم انجازه خلال السنوات الثلاث الماضية على صعيد تثبيت دعائم الدولة وإطلاق المشروعات القومية بهدف النهوض بالاقتصاد، حيث أشار إلى التهديدات التي تتعرض لها مصر نتيجة الوضع الإقليمي المتأزم ومساعي التنظيمات الإرهابية لزعزعة استقرارها والنيل من وحدة نسيجها الوطني، فضلاً عن سعي قوى الشر لبث الفتنة وهز الثقة فى الدولة، مؤكدًا قدرة الشعب المصري على التغلب على جميع التحديات طالما ظل متكاتفًا ومتضامنًا ومدركًا للمخاطر التي تحيط به. وأوضح الرئيس السيسي ردًا على استفسار حول الإجراءات التي يتم اتخاذها لرعاية أهالي العريش الذين تعرضوا لتهديد التنظيمات الإرهابية، أن الدولة عازمة على القضاء على العناصر الإرهابية في شمال سيناء واجتثاث الإرهاب هناك من جذوره، لافتًا إلى أن استهداف المواطنين في العريش هو مخطط جبان لزعزعة الثقة في الدولة والنيل من الوحدة الوطنية وبث الفتنة ويعكس ما وصلوا إليه من يأس بعدما فشلت جميع محاولاتهم السابقة لهدم مصر. كما أكد الرئيس السيسي أن جميع أطياف الشعب المصري تتحمل بشجاعة تداعيات التصدي للإرهاب، وأن الكثير من الأسر المصرية من مختلف فئات المجتمع ضحت بأبنائها خلال المواجهات مع الإرهابيين في شمال سيناء، سواء كان هؤلاء الأبطال من رجال القوات المسلحة أو الشرطة أو كانوا من المدنيين. وأضاف أن الأزمات القائمة بالمنطقة توفر بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يلقي بظلاله على مصر، مؤكدًا أن الدولة حريصة على تقديم كل العون والمساعدة ووضع كب إمكاناتها في خدمة أهالي العريش الذين تلقوا تهديدات من العناصر الإرهابية. كما شدد على أهمية الحفاظ على التماسك ووحدة الصف كسبيل وحيد للتغلب على التحديات القائمة ومحاولات هدم الدولة، مشيدًا في هذا السياق بما تحلى به الشعب المصري على مدار الفترة الماضية من صبر وقدرة على التحمل، فضلاً عما أبداه من تفهم وإدراك عميق للتحديات الراهنة، مضيفًا أن المصريين كتبوا تاريخ بلادهم بحروف من ذهب، وأن وعيهم هو الذي يحمي مصر. وبالنسبة للعلاقات مع الدول العربية الشقيقة في ظل التحديات الإقليمية الراهنة، أكد الرئيس السيسي أن ثوابت سياسة مصر الخارجية تقوم على الحفاظ على الأمن القومي العربي، وأن أي تهديد للأشقاء في دول الخليج يُشكل تهديدًا للأمن القومي المصري، مؤكدًا أن الشعب المصري يُمثل مركز ثقل الوطن العربي، وأنه استطاع بفضل تحمله وتضامنه أن يتغلب على جميع الضغوط الإقليمية والدولية التي تعرضت لها مصر والمنطقة. وأشار الرئيس إلى أن تكريس الاختلاف والانقسام بين الدول العربية خلال هذه المرحلة من شأنه أن يساهم فى تعرض الوطن العربي لمزيد من التوتر والاضطراب.