دخل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على خط التنديد بالتهديدات التي أطلقها «داعش» قبل أيام باستهداف الأقباط ومنشآتهم في مصر، مطالباً أجهزة الأمن ب «ضرورة القضاء على الإرهاب في شمال سيناء، والتصدي لأي محاولات لاستهداف المدنيين، والنيل من وحدة النسيج الوطني»، فيما نفى الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف ما تردد في شأن مقترحات مزعومة لتوطين الفلسطينيين في سيناء، مؤكداً أن هذا الأمر «لم يسبق مناقشته أو طرحه على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي مع الجانب المصري». وكان السيسي عقد اجتماعاً أمس مع قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمجلس الأعلى للشرطة، ركز على بحث الأوضاع الأمنية في البلاد، وجهود مكافحة الإرهاب. وكانت التهديدات باستهداف الأقباط في مصر والتي أطلقها تنظيم «داعش» في فيديو تبنى فيه تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، حاضرة بقوة في المناقشات. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية أن الاجتماع الذي حضره وزيرا الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبدالغفار، «ناقش تطورات الأوضاع الأمنية في أنحاء الجمهورية كافة، إضافة إلى مستجدات جهود مكافحة الإرهاب في شمال سيناء، في إطار المتابعة الدورية للتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لملاحقة العناصر الإرهابية والقبض عليها، والتصدي لمساعيها للنيل من أمن المواطنين وزعزعة استقرار البلاد». وطالب السيسي خلال الاجتماع ب «استمرار التنسيق المكثّف بين القوات المسلحة والشرطة، والعمل في إطار منظومة أمنية متكاملة»، مؤكداً ضرورة التحلي ب «أعلى درجات الحيطة الأمنية، والاستعداد القتالي لإحباط محاولات الجماعات الإرهابية، لتهديد أمن وسلامة البلاد». كما أشار إلى ضرورة «الاستمرار في توفير التدريب الأمني الراقي لأفراد وعناصر القوات المسلحة والشرطة، وفقاً لأعلى المعايير وأحدث ما وصلت إليه العلوم العسكرية في هذا المجال، بما يضمن تحقيق أعلى درجات الجاهزية والاستعداد لتنفيذ المهمات التي ستوكل إليهم خلال المرحلة المقبلة بهدف حماية أمن مصر القومي». وأشاد الرئيس المصري «بما يقدمه أبناء مصر الأوفياء من رجال الجيش والشرطة من أروع البطولات والتضحيات في خدمة وطنهم، وفدائهم مصر وأرض سيناء الغالية بأرواحهم»، مشدداً على أن التحديات الأمنية والإرهابية «لن تزيد عزيمة المصريين إلا إصراراً على استكمال المواجهة حتى النصر». وأضاف الناطق الرئاسي أنه تم التأكيد في الاجتماع «على ضرورة القضاء على الإرهاب في شمال سيناء والتصدي لأي محاولات لاستهداف المدنيين والنيل من وحدة النسيج الوطني»، في إشارة إلى تهديدات «داعش» للأقباط المصريين. في موازاة ذلك، أكد السفير علاء يوسف أن ما تردد أخيراً عبر وسائل إعلامية، في شأن وجود مقترحات لتوطين الفلسطينيين في سيناء، «أمر لم يسبق مناقشته أو طرحه على أي مستوى من جانب أي مسؤول عربي أو أجنبي مع الجانب المصري، وأنه من غير المتصوّر الخوض في مثل هذه الأطروحات غير الواقعية وغير المقبولة، بخاصة أن أرض سيناء جزء عزيز من الوطن، شهد ولا يزال يشهد أغلى التضحيات من جانب أبناء مصر الأبرار». وشدد يوسف على «أهمية عدم الالتفات إلى مثل هذه الإشاعات التي لا تستند إلى الواقع بأي صلة، والتي يُثيرها البعض، بهدف بث الفتنة، وإثارة البلبلة، وزعزعة الثقة في الدولة»، مشيراً إلى أن من الأجدى «مواصلة العمل على تعزيز وحدة الصف والتكاتف الوطني، باعتبارهما السبيل الوحيد للتصدي لمثل هذه الإشاعات». في غضون ذلك، نبّه شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، خلال اجتماع عقده أمس مع قيادات جامعة الأزهر، إلى أن الأزهر «يواجه العديد من التحديات التي تحتاج إلى جهود المخلصين للتغلب عليها والتصدي للأفكار البعيدة من منهجه ورسالته الوسطية». وقال إن جامعة الأزهر إضافة إلى كونها تؤدي دوراً علمياً، «فهي تحمل رسالة سامية حملها الأزهر منذ أكثر من ألف عام، تتمثل في الحفاظ على تعاليم الدين الإسلامي، ونشر نهجه الوسطي، وسماحته للبشرية جمعاء». وشدد على أن لا مكان في الأزهر «لأي فكر يخالف منهج الأزهر ووسطيته».