أصدر عمر بن لادن الابن الرابع لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بيانًا أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية فقرات منه أكد فيه أن عدم وجود جثة أو أي أدلة مصوَّرة يجعل عائلة ابن لادن “غير مقتنعة بوفاته”، واتهم الأمريكيين بإعدام والده تعسُّفياً دون محاكمة، وأن عائلته يحتفظون بحقّهم في اتخاذ إجراءات قانونية في الولاياتالمتحدة وعلى مستوى دولي؛ لتحديد المصير الحقيقي لوالدهم، وأكمل “إنه إذا كان ابن لادن قد قُتِل، فلماذا لم يتم اعتقال رجل أعزل ومحاكمته حتى تنجلي الحقيقة أمام شعوب العالم”. وكانت عملية قتل ابن لادن قد أثارت جدلاً بين واشنطن وإسلام آباد خاصة بعد أن دعا الرئيس أوباما باكستان؛ للتحقيق في أسباب اختباء زعيم القاعدة لسنوات بالقرب من أكبر قاعدة عسكرية لتدريب الجيش الباكستاني، وقد رفض رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بشدة التصريحات الأمريكية ووصفها بأنها غير ملائمة. وبحسب البيان المنسوب لعمر بن لادن فإنه قال “إن عائلته تطالب بالتحقيق في مسألة “إعدامه فوراً دون تقديمه للمحاكمة”، كما طالب بإطلاق سراح زوجاته الثلاث اللائي يُعتقَد أنهن كن معه في مخبأه ببلدة أيبت آباد قرب إسلام آباد”. وجاء في البيان أن عائلة ابن لادن تُحمّل الرئيس الأمريكي باراك أوباما “المسؤولية القانونية عن توضيح مصير أسامة بن لادن، حيث إنه من غير المقبول إنسانياً ودينياً التخلّص من شخص بهذا القدر من الأهمية والمكانة بين أهله بإلقاء جثَّته في البحر”، ووصف ما حدث بأنه يمثّل “إهانة لعائلته” وتحدياً لمشاعر مئات الملايين من المسلمين. كما اعتبر عمر بن لادن- بحسب ما نُسِب إليه- أن العملية التي نفَّذتها قوات النخبة الأمريكية “نيفي سيلز” لم يكن الاعتقال بل القتل، مؤكدا على أن “القتل التعسُّفي ليس حلاً للمشكلات السياسية”، وأن العدالة تتحقّق من خلال المقاضاة أمام قاعات المحاكم. يُشار إلى أن عمر بن لادن نأى بنفسه في تصريحات خلال السنوات الماضية عن نهج والده، بينما تزايدت التساؤلات مؤخَّراً حول حقيقة ملابسات عملية قتل ابن لادن خاصة بعد أن أقرّ البيت الأبيض بأنه لم يكن مُسلّحاً وقت اقتحام منزله، كما قارن محلِّلون بين هذه الحالة وما جرى مع الرئيسين السابقين العراقي صدام حسين والصربي سلوبودان ميلوسوفيتش حين مُنِحا فرصة المثول أمام محكمة.