شهدت حادثة وفاة زوجة وابن الدكتور سلمان العودة، اتفاق المختلفين حول الموقف من الحادثة بشكل لم يحدث من قبل، حيث تبارى أطراف التيارات الفكرية في السعودية لتقديم التعازي للعودة، في حالة تعتبر نادرة في المشهد. حالة العزاء أذابت الخلافات الفكرية والخصومات ووحدت رموز فكرية بارزة في مشهد رائع، وتقدم الدكتور تركي الحمد، الأكثر صدامًا مع تيار الإسلاميين مقدمي التعزية للعودة، وقال في تغريدات مؤثرة تطرق فيها لحادثتي فقدانه زوجته واثنين من أبنائه "شيخي كل العزاء لك، وإن كان يعزيك ذلك فقد فقدت زوجتي واثنين من ابنائي". فيما غرد الكاتب محمد آل الشيخ المعروف بخصومته الشديدة للتيار الإسلامي "أتقدم أنا وزوجتي وأبنائي بالعزاء للشيخ سلمان العودة في وفاة ابنه وزوجته، متمنيًا للمفقودين الرحمة ولجميع أهلهم وأحبابهم الصبر والسلوان". وقدمت الناشطة سعاد الشمري تعازيها "لا حول ولا قوة إلا بالله، خبر فاجع مؤلم وحزين، الله يرحمهم والجنة موعدهم ويربط على قلوب أهلهم ومحبيهم ود. سلمان". وكانت وفاة زوجة العودة وابنه في حادث سير قد لقيت أصداء واسعة محليًا وخارجيًا، حيث تقدمت شخصيات رسمية وشعبية بتعازيها لأسرة العودة. أما على المستوى الرسمي فقد كان سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد قدما التعازي هاتفيًا للعودة، فيما قام سمو الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني بزيارة تعزية، وقام أيضًا سمو امير الرياض بتعزيته، وكذلك فعل سماحة مفتي عام المملكة، حيث تم تداول صورة لسماحة المفتي العام يرافقه الأمير عبدالعزيز بن فهد أثناء تقديم العزاء. كما شهدت وسم التعزية في تويتر تلقي العودة التعازي من العديد من الجهات والشخصيات الرسمية والشعبية من داخل المملكة وخارجها، ومن ضمن المعزين حركة حماس التي غرد حسابها قائلًا "بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نتقدم بالتعزية والمواساة من الشيخ الجليل د. سلمان العودة بوفاة زوجته ونجله، حيث وافتهم المنية إثر حادث سير مؤسف". حالة الالتفاف الاجتماعي التي عجت بها مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت الكثيرين للمطالبة بأن تكون هذه الحالة الصحية سائدة في كل المناسبات ومع كل الشخصيات، حيث غرّد مذيع العربية محمد الطميحي قائلًا: هذا التعاطف الكبير مع الشيخ سلمان العودة في مصابه دليل على وحدة المجتمع السعودي بعيدًا عن التحزب ودعوات الفتنة. تجدر الإشارة إلى أن تويتر قد شهد سجالًا في وقت سابق، عندما توفي الشاب حمد بن المفكر الشهير تركي الحمد، حيث غرد بعض خصوم الحمود بتغريدات مليئة بعبارات التشفي مما اعتبر مخالفة لأخلاقيات المجتمع وانتهاك لإنسانية الحادثة وعدم تقدير لمشاعر المكلومين من أسرة الراحل، وكذلك في حالة وفاة الكاتب السعودي عبدالرحمن الوابلي، حيث تشفى عدد من خصومه بتغريدات استفزت الكثير من المتابعين حتى أولئك الذين يختلفون معه فكريًا.