اعتقلت السلطات الروسية واحدًا من أبرز محققي الجرائم الإلكترونية وقناصي القراصنة في روسيا، والذي يعمل حاليًا لدى واحدة من أكبر الشركات الأمنية في العالم، كاسبرسكي لاب، للاشتباه في الخيانة، وفقًا لتقارير إعلامية محلية. وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية أن رسلان ستويانوف، الذي يشغل منصب رئيس تحقيقات حوادث الحاسب لدى كاسبرسكي لاب، اعتقل مع ضابط مخابرات رفيع المستوى في "خدمة الأمن الاتحادية" الروسية الشهر الماضي. ومن جانبها، قال متحدث باسم شركة كاسبرسكي لاب: لا علاقة لهذه القضية بكاسبرسكي لاب"، وأضاف: "رسلان ستويانوف رهن التحقيق الآن لفترة سبقت عمله لدى كاسبرسكي لاب". وتابع المتحدث باسم كاسبرسكي لاب: "نحن لا نمتلك تفاصيل التحقيق. ولم يتأثر عمل فريق تحقيقات حوادث الحاسب لدى كاسبرسكي لاب بهذه التطورات". وقبل الانضمام إلى كاسبرسكي لاب، عمل ستويانوف لدى وزارة الداخلية الروسية لمدة ست سنوات في وحدة الجريمة السيبرانية بموسكو، وفقًا لصفحة الملف الشخصي الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي للمهنيين، لينكدإن. وقد وصف الخبير الأمني، اندريه سولداتوف، اعتقال ستويانوف من قبل أجهزة الأمن الروسية بأنه "غير مسبوق". وقال لوكالة اسوشيتد برس: "إنه يدمر نظامًا يُصنع منذ 20 عامًا، وهو نظام العلاقات بين وكالات الاستخبارات وشركات مثل كاسبرسكي". يُشار إلى أن اعتقال ستويانوف يأتي بعد الاتهامات الأخيرة من الولاياتالمتحدة ومسؤولين بالاتحاد الأوروبي بأن قراصنة روسيين تدخلوا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. ونفت شركة كاسبرسكي لاب سابقًا أي صلة لها بالحكومة الروسية، وذلك بعدما أشارت عدة وسائل إعلامية إلى أن الشركة تغض الطرف عن الهجمات الإلكترونية التي يقوم بها الكرملين. وفي مقابلة مع مجلة نيوزويك العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي للشركة، يوجين كاسبرسكي: "كيف يمكن أن يكون ذلك صحيحًا؟ لدينا فريق بحث وتحليل عالمي ... مع الهجمات الأكثر تعقيدًا واستهدافًا، نحن لا نعرف إذا كانت إجرامية أو برعاية دولة، ولكن إذا أردنا صيد السمك، فنحن لا نعرف أي نوع من الأسماك [لدينا] حتى نأخذه من الماء".