كشف الدكتور محمد السلمي رئيس مركز الخليج العربي للدرسات الإيرانية وعبر حسابه بموقع تويتر عن فحوى الرسالة الخليجية التي نقلها وزير الخارجية الكويتي وأسباب رغبة طهران في الحوار مع دول الخليج في الوقت الراهن تحديدًا. وأوضح السلمي أن ما سيقوله في التغريدات التالية هي قراءة شخصية بحتة وفقاً لمتابعته اللصيقة للحالة الإيرانية ونمط تفكير ساسة طهران. وبدأ السلمي في كشف بعض من محتوى الرسالة الخليجية، حيث ذكر أنه خرجت بعض التسريبات عن فحوى الرسالة الخليجية التي حملها وزير الخارجية الكويتي إلى ايران وفيها الكثير من الإشكاليات إن كانت دقيقة وأن مسئول كويتي ذكر على حد قوله بأنهم لمسوا تفهماً إيراني واستعدادًا للتجاوب مع ما ورد في الرسالة وما تحمله من مضامين للحوار المشترك في وعدم التدخل بالشؤون الخليجية واحترام سيادة دولنا،واحترام كافة بنود مجلس الأممالمتحدة، ستكون سببا في انفراج العلاقات المشتركة مابين دول الخليج والنظام الإيراني. وقال السلمي إنه يجب ألا تكرر أخطاء الماضي وتصديق مزاعم أن النظام الإيراني قد يتغير بين يوم وليلة وأنه سوف يتعاطى مع الدول وفقًا لسياسات حسن الجوار كما ذكر أن إيران بعثت برسائل إلى دول الخليج من طهران ومن منتدى دافوس وفحواها أننا جاهزون للتفاوض والتحاور مع دول الخليج العربي. وتساءل السلمي حول طلب إيران بقوله: لماذا الآن؟ تشير إيران بوجود أجواء سلبية تجاهها في واشنطن بعد تولي ترامب السلطة هناك وذلك مبني على تقارير اللوبي الإيرانيبواشنطن وأن هذه الأجواءمشابهة لحالة إيران بين عامي 2002 و2005وتصنيفها كدولة ضمن محور الشر وبدء الحديث عن التصدي بجدية لطهران بعد الكشف عن برنامجها النووي. وذكر السلمي أن إيران تدرك أن دولنا تستطيع التأثير بشكل ما على قراءة الإدارة الأمريكية للملف الإيراني وأي انفتاح سيقلل من حدة اللغة المعادية لطهرانبواشنطن وأنها تعتقد أن أي تقارب بين ترامب وبوتين سيجعلها خارج اللعبة في منطقة الشرق الأوسط وسوف يهمش دورها وقد يلتفت لنشاطها الارهابي بجدية لذا تتبع طهران استراتيجية " الإنحناء للعاصفة" القادمة، وتحاول فتح قنوات حوار مع دول المنطقة ولكن هل سنُخدع مجددا مثل ماحدث أيام خاتمي؟ وأردف السلمي حديثه بأنه ينبغي استغلال نقطة ضعف ايران هذه والمطالبة بتغييرات جذرية على الأرض لإثبات حسن النية وتبدأ من اليمن و سوريا والعراق قبل أي حوار وأنني لا أطالب باغلاق قنوات الحوار ولكن يجب استثمار هذه الرغبة الإيرانية من خلال وضع شروط تثبت إيران من خلال تطبيقها الجدية وحسن النية أولا وأنه لا يجب أن نغفل عن أن طهران ستراقب عن كثب تحركات إدارة ترامب وتختبر مدى جديتها في مواقفها المعلنة وستكون الأشهر الأولى مفصلية وأنه وكلما شعرت طهران بتراخي أمريكي كلما انعكس ذلك سلبا على حوارها مع دول الخليج ومواقفها في المنطقة. وبيّن السلمي أنه من الملاحظ أن واشنطن الترامبية ستسير بطريق واشنطن الاوبامية فأنها ستبدأ بالتراجع عن الانفتاح على دول الجوار العربي وسترفع وتيرة عداءها كما بيّن أنه يدرك جيدا أن مواقف دولنا من طهران غير منسجمة بل هناك تباين بين من يرى طهران تهديدا ومن يعتقد أنها منافس شرس ومن ينظر لها كدولة جارة لها. وواصل السلمي حديثه بأنه لا شك أن هناك نقاط التقاء بين دولنا عند الحديث عن مواقفها من إيران ويجب تعزيز ذلك وتقليص الفوارق للخروج بمواقف متقاربة ولا نقول متطابقة الآن وأنه إذا كنّا نعاني اقتصاديا بسبب انخفاض النفط ودعم الشرعية باليمن فإيران تعاني أضعاف ذلك ومنغمسة في مشكلات داخلية وخارجية لا حصر لها. واختتم السلمي حديثه بآية من كتاب الله الكريم حيث قال تذكروا قوله عز وجل : "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون"، وكما يقال: (ألم ضئيل لأجل مكسب كبير).