استمر بشار الأسد في مذابحه المروعة في سوريا، ولم يكتف سفاح العصر بقتل المئات من المدنيين الأبرياء غيلة وقهراً بسلاح بطشه وظلمه لشعب أعزل يحلم بأبسط مقومات الكرامة الإنسانية، بل لجأ إلى قصف المدن والأرياف بالأسلحة الكيماوية، ظناً منه أن ذلك سيُلجم مُعارضيه، وتعود سوريا تحت وطأة الحزب الأوحد الذي خدع السوريين عقوداً بدعاوى المقاومة والدفاع عن قضايا الأمة! ولاشك أن الجريمة النكراء في الغوطة الشرقية ومصرع ما يزيد على ألف ضحية من المواطنين السوريين في بيوتهم ومهاجعهم، أكدت للعالم الغربي أن منظومتهم الأممية ماضية فقط في مسلسل الشجب والاستنكار دون أن تجمع على قرار حاسم يُوقف نزيف الدماء في سوريا المنكوبة؛ وإزاء تلك المجازر البشعة تركت الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوربي والحلفاء في شمال الأطلسي الفرصة للقاتل كي يستخدم أنواع الأسلحة المحرمة دولياً متفنناً في رسم مشاهد القتل والترويع التي هزّت ضمائر الشرفاء في العالم. واكتفى "بان كي مون" أمين الشجب والاستنكار في الأممالمتحدة بتغيير خطابات الإدانة مرة تلو الأخرى دون أن يجد مع القوى العالمية الكبرى حلاً يوقف جرائم النظام الأسدي المدعوم علناً من إيران وروسيا والصين وحزب الله، الذي لا يتورع أمينه حسن نصر الله في اعتلاء المنابر مُحرِّضاً على قتل المسلمين في سوريا ممن يختلفون معه في المذهب والتوجهات، وهو الذي صدّع رؤوس الأمة بخطاباته النارية ضد إسرائيل التي تدك معقله في لبنان اجتياحا وقصفا..! إن سياسة المداهنات الغربية لم تعد تخفى على أحد؛ ولذلك فإن العالم الإسلامي هو المعني بالتلاحم والتعاضد لحل مثل تلك المحن التي أصابت الأمة من وراء بشار وأحزاب المقاومة المزعومة؛ وإلا فإن انتظار الحل من الغرب بمنهج مصالحه ومناكفاته البيّنة لن يُعجِّل بالنصر للشعب السوري الذي تجرّع على مدى ما يزيد على عامين مرارة القتل والتشريد والاغتصاب والقهر والإبادة الممنهجة.