أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ، أن أكثر نعمة نعيشها هي نعمة الأمن والأمان والاستقرار ، وأن أعظم من ذلك وأكبر هي نعمة الدين والثبات عليها والعناية بها والتفقه فيها ، وتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأشار سموه إلى أن النِعم تُحيط بنا بكل اتجاه ، لافتاً الانتباه إلى أن الشكر هو سر دوام النعم وبقائها ، من صحة في الإبدان ، وأمن في الأوطان ، وغير ذلك من نعم الله عز وجل الكثيرة ، وأن الشكر لله سبحانه وتعالى على نعمة التوحيد وغيرها من النعم هي من أعظم الواجبات وأفضل القربات ، وأن التحدث بنعم الله على عبده صورة من صور النعم دون مبالغة أو جرح لمشاعر الآخرين ، واستخدام هذه النعم دون إسراف أو تقتير ، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى ، غيور على نعمه ، وأن هناك سفهاء تجاوزوا الحد بالإسراف والتبذير ، مما أساءوا للمجتمع السعودي المسلم بهذه التصرفات الفردية. وقال سمو أمير منطقة القصيم : إن الاستهلاك الترفي أضحى حالة مرضية تعاني منها المجتمعات ، وبدأت في الانتقال إلى ذوي الدخل المحدود ، غير مدركين لحجم مخاطره ، مؤكداً أن المجتمع أصبح بحاجة إلى ثقافة استهلاكية تساعد أفراده على التوازن في الصرف والاستهلاك ، ليضمن لهم حياة خالية من الأزمات المادية ، لتنعكس هذه الثقافة بشكلها الإيجابي على مداخيل المستهلكين من خلال خلق حالة من التوفير تسهم في تلبية احتياجات أخرى. وأضاف سمو الأمير فيصل بن مشعل : أن ما يعيشه المجتمع اليوم من استهلاك زائد أو غير مدروس للكثير من السلع ، مما أثر على الاقتصاد والسلوكيات الفردية ، والذي لن تقتصر أضراره على المجتمع الحالي ، بل ستمتد للأجيال القادمة التي تجد نفسها تمارس تلك السلوكيات بالقدوة ، نتيجة اعتيادها عليه إذ أنه أصبح جزءاً من سلوك المجتمع. وحذر سمو أمير منطقة القصيم ، من الإسراف والتبذير في المأكل والمشرب ، خشية أن تلحق بنا جميعاً عقوبة الله ، لافتاً الأنظار إلى أن ما يندى له الجبين ، ويتفطر له القلب ألماً وحسرة ، ما يحدث من مظاهر الإسراف والتبذير في مناسباتنا ، من تجاوز الحد في الإنفاق والبذخ بالموائد والأطعمة ، ونراها مرمية في حاوية النفايات مع المهملات ، وغيرنا يتمنى هذه النعم. ودعى سموه، لتأمل ما كان عليه أباءنا وأجدادنا فيه من ضيق العيش وقلة ذات اليد ، ولنتفكر في أحوال من حولنا من الدول والشعوب ، ممن مسهم الجوع والظمأ ، وما هم فيه من حصار وحروب ودمار ، داعياً الله تعالى أن يحفظ علينا نعمه ، وأن يوزعنا شكرها ، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار والرخاء. جاء ذلك خلال لقاء سموه الأسبوعي في قصر التوحيد بمدينة بريدة ، أمس الاثنين ، بكافة مسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة وأعيان المنطقة ، الذي خصص لمناقشة الإسراف والتبذير "ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي". حيث بدأ لقاء سموه بتلاوة آيات من القرآن الكريم ، أعقب ذلك أوضح مدير عام جمعية البر الخيرية ببريدة الدكتور محمد الثويني في مداخلته ، أنه وبحسب الإحصائيات المذكورة يتم الانفاق على الطعام من المجتمع السعودي يقدر ب50 مليار ريال سنوياً ، مستعرضاً ما جلبته الجمعية خلال شهر شوال وذي القعدة وذي الحجة العام الماضي من قاعات الأفراح من كمية موائد الطعام الزائدة ، التي تُقدر ب58.997 كيلو من الأرز و 11.211 كيلو من اللحم ، قامت بتوزيعها الجمعية على المستحقين لها من مستفيدي الجمعية ، كما أنها أستقبلت في شهر محرم 8374 كيلو من الأرز و 1280 كيلو من اللحم ، وفي شهر صفر 7602 كيلو من الأرز و435 كيلو من اللحم. وبين الدكتور الثويني أن من الآثار السلبية للإسراف والتبذير تحريك دواعي الشر والأثم عند الفقراء لمجارة الأغنياء المترفين ، وإثارة أحقاد الفقراء والمحتاجين ، مستدلاً بالأدلة حول الإسراف ومفاسده. وفي نهاية اللقاء ، شارك العديد من الحضور بطرح مداخلاتهم وتعليقاتهم ، التي تصب في مناقشة ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي.