دخلت الشيلات كمتغير ثقافي جديد على المجتمع السعودي من خلال القصائد الملحنة إنشادًا في مهرجانات الإبل عبر القنوات الفضائية الشعبية يدعمها قبولاً من العامة وصغار السن من خلال سرعة التقبل والنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل إلى كافة شرائح المجتمع بل وإلى بعض الدول المجاورة .لتصبح ظاهرةثقافية مستقلة بذاتها في أغلب المناسبات الخاصة. وعند التمعن في بداياتها وتمحص محتوياتها تجدها عادة لا تخرج عن ثلاثة محاور أولاً المدح والثناء لصاحب الشيلة وقد تشمل أبناءه. ثانيا التمجيدوالافتخار بالقبيلة ثالثا بث الأماني في تحقيق الجائزة !! وما عليه مسبقا إلا أن يحدد للشاعر اسم المنقية وفحلها ،وثلاث أو أربع منها تحمل أسماء، لرمزية قديمة من نفس السلالة ليتم إدراجها ضمن قصيدة الشيلة الحماسية التي سوف تحرك عاطفة العامة العاشقين لهوس الماضي وكسب شعورهم العفوي واللإرادي وشحن حماس المندفعين من صغار السن وهممهم من خلال الرسائل النصية للقناة الناقلة تحمل اسم المنقية وصاحبها والدعاء لها بالفوز. وما تبقى إلا الاستماع لإعلان النتائج التي هيأوا لها مسبقا وأصبح واجبا عليهم المشاركة في مسيرة الفوز أن قدر ذلك وبطريقة توحي لنا أن تأثير هذا المتغير قد يؤدي بنا إلى مفهوم جديد من التخلف الاجتماعي !! لن أدخل في تفاصيل هذه الشيلات التي جرت أصحابها لتكاليف لم يتوقعوهاالتي بانت تأثيراتها على الكثير منهم اقتصاديا، واجتماعيا،ونفسيا. وما يثير الاستغراب في الأمر أن شعار الشيلات ومنشديها لايتعرضون للاستهجاء الاجتماعي أو النقد، بل يتمتعون اغلبهم بعلاقات جيده مع المهتمين والمعنيين بهذا الشأن. لكونها قائمة أصلا على مقولة الأجرة على قد العمل ومايعيبها أن اللحن الإنشادي لايتقيد بأي حقوق خاصة لمنشده،ولا أعلم عن أسباب ذلك؟وأصبح التحول المفاجئ الذي طرأ على هذه الشيلات هو الدخول في المكون والنسق الاجتماعي من خلال التطرق للموروث التاريخي للأسرة أو القبيلة دون إمتلاك شاعرها ومنشدها لمستندات أووثائق تبرهن له حقيقة الأمر. وأن العمل قدم بناء على معلومات وإملاءات شخصية أما نتيجةلردة فعل من عمل موثق تاريخيا وحظي بشعبية واسعة ، أو التقرب من رموز اعتباريةمرتبطة بافعال شخصيات كان لها دورا بارز في حقبتها الزمنية لكونه لا يملك عمقا تاريخيا ممايستوجب الإيضاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هنا خلقة بيئة جاذبة لاصحاب الأسماء المستعارة من الحقدة والجهلة والمتعالمون والمعمم عليهم لمن يؤكد ولمن يصحح وفي الغالب لايرتبطون بنفس الاسرة وإنما جندوا أنفسهم لتحميل الذنوب نيابة عن منظريهم او لجهل مركب توارثوه نتيجة تغييب الحقيقة عنهم او لتراكمات معينة لايقبل ايطارهم العقلي فيها اي برهان. ولكي نتفادى هذا الأمر والمحافظة على علاقات اجتماعية داخل الأسرة أوالقبيلة يجب علينا جميعا ان يكون الوطن هو أساس مكوننا الاجتماعي وأن نفتخر بمنجزاته في ظل قيادتنا الحكيمة التي جعلة العدل والمساوة أساسا يتم التعامل بموجبه مع الجميع وفق الشريعة السمحاء. ماجستير وباحث متخصص في القضايا الاجتماعية