للفنان الإسباني بيردل بوريل لوحة جميلة ترسم شابا وهو يهرب من إطار صورته، واللوحة في نظر العامة بسيطة جدًا مقارنة بحجم الفكرة التي يرمي إليها الرسام. يفسر بيردل أن اللوحة تعني "لو خرجت من الإطار الذي أحطت نفسك به لاندهشت من حجم الإبداع الذي بداخلك". ماذا لو اعتبرنا تصريح وزير التعليم "أن الوزارة على مقربة من استقطاب الكفاءات المتميزة لشغل المناصب القيادية"، محاكاة لنفس اللوحة التي رسمها بيردل، حتى لا "يشوف" بيردل نفسه علينا، ثم ننسج حول اللوحة حلما ورديا ونحن نشاهد الوزارة وقد هربت من الإطار القديم، تمارس نشاطها بدماء فتية. لا ندري مدى انسجام هذه الرؤية مع المعمرين وغير المنتجين في إداراتهم، وما هو المعيار الذي ستعتمده الفكرة في تصنيف من يبقى ومن يرحل خصوصا أن الأفكار يعترض طريقها ألف شغلة وشغلة، إذ ليست المسألة شكلا هندسيا يقاس بالمسطرة والفرجار بقدر ما هي نسبة وتناسب لكن على كل الأحوال طول الفترة الزمنية دون ترك أثر إيجابي في المكان لا أظنه يغيب عن المعايير التي (حاط) العيسى عينه عليها انطلاقا من الهيكلة. فكرة معاليه جد جميلة، ما لم تعصف بها العاصفة، في حين هناك من يشعر بخيبة أمل تجاه نجاح فكرة الهروب من الإطار القديم ة من خلال ما تكرسه بعض تنبوءات الجو العام بأن مدير ما قبل الهيكلة هو مدير ما بعد الهيكلة (ما فيها كلام) اللهم إنه قد يطرأ تغيير بسيط في "اللوك". أعتقد الهيكلة موعدا حاسما ومخرجا آمنا من الإحراجات المتوقعة، بل وفرصة لا تعوض أمام الوزارة لتصحيح بعض القرارات فلا يفوتكم الموعد.