وافقت الجهات العليا على تأسيس وتشغيل شركة المشاعر المقدسة للتنمية والتطوير، التي تأتي كإحدى المبادرات التي تقدمت بها وزارة الحج والعمرة في إطار برنامج التحول الوطني. وتهدف شركة المشاعر المقدسة للتنمية والتطوير، التي ستكون حكومية ومملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، إلى تطوير المشاعر المقدسة بشكل شامل لتتواكب مع "رؤية المملكة 2030″، من خلال دراسة علمية متخصصة تأخذ في الاعتبار احتياجات ضيوف الرحمن والاستفادة من الحصيلة التراكمية الكبيرة التي تكونت لدى وزارة الحج والعمرة والجهات المعنية، وبما يحقق زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، ويتماشى مع الزيادة المتوقعة في أعداد الحجاج من خلال الرؤية. وينتظر أن تسهم الشركة في رفع كفاءة أداء الخدمات بها مثل التكييف والمياه والكهرباء والنظافة، وفصل حركة المشاة عن حركة وسائط النقل كما تتولى الشركة تهيئة وتجهيز المشاعر لاستثمارها والاستفادة منها على مدار العام من قبل المعتمرين والزوار لما تحتويه من تجهيزات وآثار دينية وبيئة جاذبة، وهي تمثل المرجعية النظامية لتطوير المشاعر. ويتضمن نطاق عملها القيام بعمليات إنشاء المباني على سفوح الجبال وداخل حدود المشاعر المقدسة، التي ستخصص لسكن الحجاج خلال فترة إقامتهم بالمشاعر المقدسة، وإنشاء وتجهيز كل المرافق المرتبطة بهذه المساكن من دورات مياه وطرقات ومرافق خدمية، وصيانتها وتشغيلها. ومن خلال أعمال هذه الشركة، سيتم توليد آلاف الفرص الوظيفية للشباب السعودي، وكذلك توطين المحتوى المرتبط بكل أعمالها. فيما يدير أعمال الشركة مجلس إدارة مؤلف من ممثلين لكل الجهات المعنية، ومنها: وزارة الحج والعمرة، هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة، وزارة المالية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة التجارة والاستثمار، وزارة النقل، الجهات الأمنية، ممثلين عن القطاع الخاص، ويتولى هذا المجلس اقتراح النظام الأساسي للشركة والرفع به لاعتماده، وإبرام الشراكات الفعالة مع القطاع الخاص. وكان الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، قد أعلن عن موافقة المقام السامي على خطة تطوير المشاعر المقدسة ضمن مخطط مكة الجديد، وتعتمد خطة التطوير على إعادة النظر في هيكلية أنظمة السكن والنقل وخدمات النظافة، وذلك عبر بناء مسطحات على سفوح الجبال وأواسطها بنظامي المرحلة الأولى "طويلة المدى" لعدد سبعة ملايين حاج، والمرحلة "قصيرة المدى" وتتضمن ست مناطق لكل منها خدمات نقل وتغذية وسلامة ونظافة منفصلة، وسيتم تنفيذ خطة تطوير المشاعر المقدسة على مراحل حتى لا تتأثر استمرارية مواسم الحج بالأعداد المعتادة. ويرتبط محور الحركة المركزي بنفق ذكي تمدد خلاله كل الخدمات بما فيها الطوارئ والنظافة، وسيتم تطبيق الأنظمة الذكية في مجالات إدارة الحشود والنقل والتغذية وحركة الطوارئ، وكل منطقة من المناطق الست ترتبط بخطة تطوير عبر مسارات خاصة توصل حجاجها لأدوار منشأة الجمرات وإلى الحرم المكي، وكل منطقة تخدمها وسائل حركة خاصة بها ومتعددة كالقطارات والحافلات ونقل معلق ومشاة. كما أعلنت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة، أمس الأول، عن نجاح خطتها هذا العام في موسم الحج، إذ أشرفت على تطوير عدة طرق للمشاة في مناطق غير مستفاد منها سابقًا لتحسين الانسيابية في بعض المناطق المزدحمة بالمشاة بمشعر عرفات، الذي تم توصيله بمشعر مزدلفة وفقًا لصحيفة "الاقتصادية". وذلك علاوة على تحسين وتنظيم بعض طرق المشاة الرئيسة بمشعر منى ومنها توسعة طريقي 206 و204 في وقت قياسي، بحيث أصبحت كل الطرق بمشعر منى توصل إلى منشآت الجمرات، إذ تم فتح الطرق التي كانت تعترضها المخيمات، ونقلها لمواقع أخرى، الأمر الذي أسهم في تحسين انسيابية حركة الحجاج المشاة وتنقلهم لمنشأة الجمرات. وأوضح المهندس جلال كعكي، المتحدث الرسمي لهيئة تطوير مكةالمكرمة، أنه تم إنشاء أكثر من 17 بوابة منزلقة، حيث أسهمت وبشكل فعال في التحكم بإدارة الحشود المتجهة لمنشأة الجمرات. وعن المشاريع التي نفذت في هذا العام أبان كعكي أن الهيئة تولت تشغيل مشروع صيانة منشأة جسر الجمرات، حيث ارتبطت به مشاريع فرعية وهي: مشروع ربط نفق الشعيبين بالدور الثالث لمنشأة الجمرات، ومشروع ربط نفق العزيزية بالدور الثاني، كما تم تجديد حماية الحجاج أثناء الرمي بحواجز بلاستيكية، أسهمت في عدم تعرض الحجاج للاحتكاكات أثناء الازدحام، كما تم تنفيذ مشروع تظليل منحدرات قطار المشاعر المقدسة، التي أسهمت في حماية الحجاج المتجهين من محطة قطار المشاعر إلى منشأة الجمرات من أشعة الشمس.