قدَّرت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة المعدَّل اليومي لاستخدام قطار المشاعر خلال حج هذا العام ب 350 ألف حاج، فيما قدَّرت عدد رحلاته بنحو 1600 رحلة، وهو «أمر غير مسبوق»، بحسب المتحدث باسم الهيئة، المهندس جلال كعكي. و»رغم الزيادة؛ لم تتأثر دقة التفويج ومواعيد انطلاق الرحلات»، وفقاً لما أكده المتحدث الذي لاحظ التزام جميع الحملات المستهدَفة بجداول التفويج. وتحدَّث كعكي، خلال تصريحاتٍ صحفية أمس، عن إسهامٍ إيجابي لرسائل التوعية المستهدِفة تفادي الزحام. وأشار إلى تطبيقٍ على الجوَّالات استفاد منه مسؤولو التفويج في إدارة حشود قطار المشاعر. ووفقاً له؛ فإن الحجاج الذين استُهدِف نقلهم بالقطار هذا العام هم حجاج الداخل ودول الخليج وتركيا وجنوب آسيا. وتمَّ نقل 220 ألف حاج تقريباً في يوم ال 10 من ذي الحجة، وهو العدد الأقل هذا الموسم، مقارنةً ب 384 ألفاً في اليوم التالي. وأعلن كعكي نجاح خطة تشغيل قطار المشاعر وفقاً للجداول الزمنية المعدَّة ووسط انسيابية كاملة في تسيير حركة الحشود. ولفت إلى تعاون «تطوير مكةالمكرمة» مع قوات أمن المنشآت فيما يتعلق بتنظيم الدخول إلى المحطات؛ ومع شركات محلية متخصصة في مجال التفويج فيما يتعلق بأرصفة المحطات وأبواب القطارات. وأرجع كعكي نجاح الهيئة إلى تعاونها المثمر مع الأمن العام منذ وقتٍ مبكرٍ. وذكَّر بعقد عدَّة ورش عملٍ واجتماعاتٍ تتعلق بتسهيل رمي الجمرات وتقسيم منشأتها إلى 6 مستويات. وأثمر ذلك، بحسبه، عن تلافي التزاحم والتكدس والحوادث، مع زيادة الطاقة الاستيعابية للمنشأة وتحسين الانسيابية، إذ تم تفتيت الكتل البشرية وتوزيعها على مستويات ومداخل ومخارج عدَّة وفي اتجاهات متعددة. في سياقٍ متصل؛ أفاد المتحدث كعكي باستفادة أكثر من مليون و800 ألف حاج من مختلف الخدمات المتعلقة ب 11 مشروعاً نفذتها هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة في المشاعر المقدسة. ولفت إلى إشراف الهيئة ضمن خطتها في الحج على تشغيل وصيانة أكثر من 36 ألف دورة مياه موزَّعة على كامل المشاعر المقدسة ومجهزة بالخدمات اللازمة. وتم في هذا الإطار تكليف مراقب على كل مجمعٍ لدورات المياه مع ربطه بشبكة المراقبين وبالمشرف العام على مشروع الدورات وبالمقاول والاستشاري؛ لمعالجة الملاحظات أولاً بأول. أما السلم الخرساني الجديد الذي نُفِّذَ هذا العام في جبل الرحمة؛ فقد سهَّل، بحسب المتحدث، تنقُّل الحجاج من وإلى الجبل بشكل آمن. كذلك؛ جرى تطوير طرق عدَّة للمشاة في مناطق غير مستفادٍ منها لتحسين الانسيابية في بعض المناطق المزدحمة في مشعر عرفات الذي تم ربطه بمشعر مزدلفة. فيما جرى تحسين وتنظيم بعض طرق المشاة الرئيسة في مشعر منى بما في ذلك توسعة طريقي 204 و206 في وقتٍ قياسي، «بحيث أصبحت كافة الطرق في منى توصل إلى الجمرات، بعد فتح الطرق التي كانت تعترضها المخيمات، ونقل الأخيرة إلى مواقع أخرى، الأمر الذي أسهم في تحسين انسيابية حركة الحجاج المشاة»، بحسب كعكي. وتحدث كعكي أيضاً عن إنشاء أكثر من 17 بوابة منزلقة أسهمت وبشكل فاعل في التحكم في إدارة الحشود المتجهة إلى منشأة الجمرات. ووفقاً لتصريحاته؛ تولَّت هيئة تطوير مكة تشغيل مشروع صيانة منشأة جسر الجمرات، الذي ارتبطت به مشاريع فرعية منها مشروع ربط نفق الشعيبين بالدور الثالث للمنشأة، ومشروع ربط نفق العزيزية بالدور الثاني، كما تم تنفيذ مشروع تظليل منحدرات قطار المشاعر المقدسة، ما أسهم في حماية الحجاج من أشعة الشمس، علاوةً على توزيع برادات مياه في جنبات المنحدرات. كذلك؛ استوعب مشروع توسعة الساحات الغربية لمنشأة الجمرات، الذي نُفِّذَ على مساحة 40 ألف متر مربع، تجمعات الحجاج، وباتت هذه الساحات مخرجاً مناسباً للتوجه إلى مكةالمكرمة. و»المشاعر المقدسة مقبلة على مشاريع تطويرية أخرى من شأنها زيادة الخدمات والإمكانات التي ستُقدَّم لضيوف الرحمن خلال المواسم المقبلة»، بحسب كعكي.