في بادرة خطيرة تعيد اليمن إلى نقطة الصفر وتنهي أي بصيص أمل في نجاح المشاورات وإحلال السلام أو حتى العمل على مبادرات جديدة انقلب الانقلابيون في اليمن من جديد، حيث وقعت ميليشيات الحوثي المتمردة التابعة لنظام الملالي والرئيس المخلوع عفاش على تشكيل مجلس سياسي يدير البلاد. ويأتي هذا الاتفاق الحوفاشي الذي جاءت به إيران وتشرف على تنفيذه وتقف خلفه بعض الدول التي لم تعلن عن موقفها بعد تهميش الحكومة الشرعية بقيادة هادي وتقسيم اليمن ودعم الميليشيات الحوثية لتنفيذ المخطط الإيراني في اليمن بالاتفاق مع عفاش مقابل منحه جزءًا من السلطة . وإقصاء بقية أبناء اليمن وتهميشهم وطمس الهوية اليمنية بفرض الحوثي وبسط نفوذه في البلاد كنموذج حزب الشيطان في لبنان والحشد الشعبي في العراق مع فرض السلطة المطلقة للحوثي لإدارة البلاد. الاتفاق الحوفاشي لا يسعى إلى توحيد البلاد ونما على حزب واحد ديكتاتوري يسعى إلى حماية نفسه وقمع الشعب ونهب مقدرات البلاد. ان نظام الحوفاشي الجديد نسبة إلى الحوثي وعفاش في اليمن يستند على مبادئ الفاشية التي أسسها موسوليني في عام 1922 حتى عام 1945. إن ميليشيات الحوثي وعفاش لن يرضوا بأي حلول غير الاستيلاء على اليمن لذلك أي مبادرات أو مفاوضات معه لن تجدي بشيء وليس هناك حل غير الحسم العسكري والقضاء على المتمردين ومصادرة أسلحتهم وعودة الحكومة الشرعية إلى صنعاء لإدارة البلاد من هناك . إن أي تأخير بعد آخر مهلة منحها مندوب الأممالمتحدة والتي تنتهي بعد سبعة أيام سوف يحرج قوات التحالف ويخلق نوعًا من الإحباط للشعب اليمني نتيجة قمع ميليشيات الحوثي وعفاش للمدنيين وفرض حصار على المناطق السكانية بمنع دخول الأدوية والطعام وقصف منازل المدنيين وتجويعهم، وهذه الورقة يضغط بها المتمردون على الشعب لإرغامهم على القبول بأجندتهم الإيرانية . إن التدخل العسكري وحسم الموقف أصبح مطلبًا لا بديل عنه لكي يقضي على جميع أحلام وأطماع إيران والاتفاق الحوفاشي في اليمن الذي يسعى من خلال هذا الاتفاق لإطالة أمد الحرب واستنزاف التحالف وكسب الوقت لتنظيم صفوفه من جديد والحصول على مساعدات خارجية من إيران وأتباعها.