من سنوات طويلة ودولة إيران تعمل على تسييس موسم الحج محاولة بذلك التشويش على المسلمين ونشر أجندتها المضللة والعدوانية والتقليل من جهود هذه البلاد العظيمة في خدمة الحرمين الشريفين وخدمة المسلمين في شتى أنحاء العالم . ومن يحب هذا الدين وكافة المسلمين العقلاء حتى من دولة إيران يعرفون هذا الدور الذي تعجز عنه أي دولة في العالم للجهود والخدمة التي ليس لها مثيل، ولكن ساستهم والمتعصبين منهم يريدون نشر أفكارهم ومعتقداتهم الباطلة وإثارة القلاقل والبلبلة في كل مكان من العالم الاسلامي، وسعوا إلى ذلك بأن زرعوا لهم في كل دول العالم الاسلامي من يطبل لهم وينشر خرافاتهم . إن المتتبع للتاريخ على مر العصور وانطلاقًا مما ورد في القرآن الكريم عن الحج وعن عظمة هذه الشعيرة ليدرك أنها رابط إسلامي قوي وليست هدمًا وتخريبًا وقلاقل، قال تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ..)، سورة الحج (27). وقال سبحانه: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا..) الآية، سورة البقرة (125). ولم يكن الركن الخامس لهذا الدين العظيم إلا فريضة وفضيلة لنشر التسامح والألفة والمحبة والتكاتف بين المسلمين وتتجلى كل مساواة بينهم في موسم الحج . ولا ينكر الجهود التي تقوم بها الدولة لخدمة الحج إلا حاقد أعمى البصيرة ولا يحب هذا الدين ولا يريد خيرًا للمسلمين . إن القارئ في سجلات الزمن ومن قبل أن تقوم هذه الدولة المباركة ليدرك أن الذهاب للحج إنما هو الذهاب إلى طريق قد لا يعود منه الحاج، حيث كان طريق الحج محفوفًا بالمخاطر والمعاناة والخوف حتى إن الحجاج قبل قيام الدولة السعودية يذهب أغلبهم إلى الحج مودعًا أهله وداعًا قد لا يعود منه ويغيب عن أهله فترة تصل إلى ثلاثة أشهر، وقد يتعرض للموت أو السرقة في طرق تفتقد الأمن، وحتى الحجاج القادمون من خارج الجزيرة يتعرضون للمخاطر وانعدام الأمن . وعند عودته إلى أهله تقام الأفراح والمناسبات احتفاءً بوصوله سالمًا، وعندما فتح الله على هذه البلاد وأرست الدولة أركانها لم يكن لها اهتمام أكبر من الاهتمام بالحرمين الشريفين وسلامة الحجاج وتيسير أمورهم وتذليل الصعوبات لهم حتى يؤدوا هذا النسك بيسر وسهولة وركزت الدولة على تطوير مشاريع الحج وإدارة الحشود البشرية بكل اقتدار يشهد له العالم، وأصبحت إدارتها للحشود نموذجًا يشار إليها في دراسات الحشود البشرية . وبما أن هذه الشعيرة العظيمة مظلة أمن للمسلمين فإنه يجب على المسلمين في كل أنحاء العالم أن يوقفوا أي أنواع من العبث من دولة إيران ونواياها السيئة في تسييس الحج ونشر الفوضى وأن يعلموا أنهم يسيئون إلى هذا الدين العظيم بتصرفاتهم البعيدة عن الدين ومنهجه القويم . حفظ الله هذه البلاد وجعلها درعًا واقية لحماية الحرمين الشريفين بمنهجها في خدمة المسلمين في شتى أنحاء العالم.