استنكر الباحث السياسي السعودي ورئيس مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، محمد السلمي، ما وصفه ب"تسييس" مناسك الحج، واعتبر أن قرار إيران بعدم إرسال طهران للحجاج الإيرانيين إلى السعودية، الذي أصدرته الأحد، "إخلال صريح بالغاية الدينية والتعبدية." وقال السلمي إن " إيران تعمل على تسييس الحج ورفع الشعارات السياسية والأيديولوجية وإقامة المسيرات والمظاهرات وهذا يعد إخلالا صريحا بالغاية الدينية والتعبدية لهذا الركن العظيم الذي تتجسد فيه روح الوحدة الإسلامية والأخوة الدينية،" حسبما نقلت قناة "الإخبارية" . وأضاف السلمي أن السعودية: "تقف بكل حزم في وجه كل من يسعى إلى توجيه الحج إلى مسار لا علاقة له بهذه الفريضة، إما لخدمة مشروعات سياسية وأهداف أيدلوجية والتشويش على حجاج بيت الله الحرام وإرباكهم أو إعاقة حركة تنقلاتهم والوصول إلى المشاعر المقدسة." ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، علي الخشيبان، إن "ما تمارسه إيران اليوم يشكل إساءة متعمدة إلى الإسلام، وخصوصا في ركن عظيم من أركان الإسلام؛ فحرمان الحجاج الإيرانيين بحجة هدفها تسييس الشعائر الدينية لا يصح أبدا بل يعبر عن استخدام سياسي للدين تمارسه القيادة الإيرانية.. والعالم الإسلامي لا بد أن يتوقف عند هذا التصرف الإيراني"، مشيراً إلى أن "المملكة التي تقدم كل ما لديها من إمكانات تؤكد أن من واجبها خدمة الإسلام والمسلمين، وترفض بشدة أن يكون المسلمون في أي موقع بالعالم أداة لتسييس هذه الفريضة العظيمة." وأضاف الخشيبان أن "العالم يشهد للمملكة تفانيها لخدمة الإسلام، والتي ترفض بدورها أن يتم استثمار المشاعر الدينية، وخصوصا الحج، وتحويلها إلى مسار سياسي يهدف إلى إثارة الأزمات بين المسلمين والإساءة إلى تعليم الدين الإسلام السمحة". وكان وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، علي جنتي، قد أعلن أن دولته لن تبعث بحجاجها إلى المملكة العربية السعودية، لأداء مناسك الحج، هذا العام.