عمل تنظيم داعش الإرهابي على تحصين مواقعه في شمال سوريا غداة الهجوم الذي تتعرض له أهم معاقله وتشنه قوات سوريا الديموقراطية بإسناد من التحالف الدولي، تزامناً مع هجوم الجيش العراقي في مدينة الفلوجة. والهجومان هما الأهم منذ اعلان التنظيم المتطرف «الخلافة الاسلامية» صيف عام 2014. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن «تنظيم داعش يعمل على تحصين مواقعه في شمال محافظة الرقة، على الرغم من تعرضه لاكثر من مئة غارة جوية» منذ الثلاثاء، موضحاً ان «الارهابيين لم يتراجعوا على الرغم من شدة الغارات الا لمسافات قصيرة». وتتركز العملية العسكرية حتى اللحظة شمال مدينة الرقة، وتحديداً في محيط بلدة عين عيسى، التي تقع على بعد 55 كيلومترا عنها. وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية أمس انها «حررت مزرعتين من تنظيم داعش.. تقعان على بعد خمسة كيلومترات جنوب شرق عين عيسى، وذلك غداة السيطرة على بلدة الهيشة». وفي هذا الاطار، نقلت تقارير اعلامية ان 35 من «قوات سوريا الديموقراطية» قتلوا في كمين داعشي في بلدة الهيشة، حيث قام انتحاري بتفجير سيارة مفخخة. 20 ألف مقاتل ويشارك في الهجوم على الرقة ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف مقاتل من قوات سوريا الديموقراطية، إضافة إلى نحو 250 جندياً صمن القوات الخاصة الاميركية كانوا وصلوا إلى قاعدة رميلان في ريف الحسكة، التي زارها قبل خمسة ايام قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جوي فوتيل. وتلقت قوات سوريا الديموقراطية، وفق ما قال مصدر في وحدات حماية الشعب الكردية، «اسلحة اميركية نوعية». وأوضح المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية العقيد طلال سلو انه «حالياً لا استعداد او توجه لتحرير مدينة الرقة الا في اطار حملة قادمة يُعد لها حسب الظروف». والسيطرة على مدينة الرقة تبقى هدفاً اكثر تعقيداً، لا سيما مع استخدام التنظيم المدنيين المتبقين فيها دروعاً بشرية لتجنب الضربات الجوية. ويقول الناشط عبد العزيز الحمزة، احد مؤسسي حملة «الرقة تذبح بصمت»، إن الدواعش «يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية. ترونهم في المباني نفسها مع المدنيين، وفي عمارة يسكنها مدنيون من الممكن ان تكون هناك شقتان او ثلاث بايدي مقاتلي التنظيم». في وقت ذكرت وكالة الأنباء الحكومية (سانا) أن قوات النظام وجهت ضربات مكثفة على معاقل «داعش» في دير الزور تركزت على منطقة حويجة صكر المتاخمة للاحياء الشرقية من المدينة. روسيا و«النصرة» في إطار آخر، قررت روسيا وقفاً مؤقتاً لغاراتها ضد جبهة النصرة في حلب ومناطق اخرى، في اجراء كان اول من دعا اليه قبل سنة الجنرال الاميركي جون ألن، الذي قال في استجواب امام مجلس الشيوخ: ليس جميع المقاتلين مع «النصرة» ارهابيين، وبالتالي يجب اعطاؤهم فرصة للخروج. وفي هذا الاطار، قالت وزارة الدفاع الروسية امس، إنها أوقفت مؤقتاً ضرباتها على مواقع الجبهة لمنح جماعات مسلحة أخرى وقتاً للابتعاد عن هذا التنظيم المصنف إرهابياً، وهو ذراع «القاعدة» في سوريا. وأضافت وزارة الدفاع الروسية أنها تلقت طلبات من عدة جماعات مسلحة خاصة في دمشق وحلب تطلب فترة توقف في الضربات الجوية حتى إتمام فك الارتباط ب «جبهة النصرة».