تتجه أنظار عشاق كرة القدم إلى إسبانيا غدا السبت لمتابعة موقعة «كلاسيكو» جديدة بين فريقي ريال مدريدوبرشلونة في اطار منافسات الدوري المحلي. ورغم ان المباراة لن تكون حاسمة في الصراع على صدارة الدوري فانها تبقى مقابلة حماسية قادرة على إشعال التنافس بأقصى درجاته. ويلتقي الغريمان على أرض ملعب «كامب نو» في برشلونة في إطار منافسات الجولة ال31 للدوري الإسباني الذي يتصدره برشلونة برصيد 76 نقطة بفارق 10 نقاط أمام غريمه التقليدي ريال مدريد صاحب المركز الثالث وبفارق تسع نقاط أمام الوصيف اتلتيكو مدريد. ونظريا لا تعد تلك فرصة ذهبية للاطاحة ببرشلونة من قمة الدوري في ضوء فارق النقاط ولكنها بلا شك فرصة لإضفاء مزيد من الحماسة على المسابقة إذ يترقب اتلتيكو هدية اسقاط برشلونة لخفض الفارق بينهما إلى ست نقاط كفيلة بإحياء آمال الأول لمواصلة النضال على الصدارة وإن كانت تترجم في الوقت نفسه إلى صراع على المركز الثاني مع ريال مدريد. ومن جانبه يسعى ريال مدريد في حسابات أخرى للفوز بمباراة الكلاسيكو لرد اعتباره بعدما سقط بشكل مرير بقيادة مدربه السابق رافائيل بينيتيز في لقاء الذهاب برباعية نظيفة على أرضه «سانتياغو برنابيو» بالبطولة نفسها في 21 نوفمبر الماضي الى جانب رغبته في تحقيق انتصار يعيد البهجة لقلوب مشجعيه عقب خروجه المبكر من مسابقة كأس الملك. إلى جانب ذلك يحتاج الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد إلى الفوز في أول مباراة كلاسيكو يخوضها على رأس الفريق للرد على ما يقوله المنتقدون بأن الفريق لم يعدا قادرا على الفوز سوى أمام الفرق الضعيفة. ويأمل أيضا ريال مدريد إسقاط برشلونة في عقر داره للمرة الأولى منذ يوم 26 فبراير 2013 الذي شهد مباراة بين الفريقين في نصف نهائي كاس الملك حين تغلب فريق العاصمة بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف قبل أن يخسر في الزيارتين اللاحقتين. وسيكون الفوز غدا أيضا بمثابة جرعة معنوية كبيرة لريال مدريد تعاونه على مواجهة حقيقة تبخر حلم لقب الدوري من جهة وتساعده على مواصلة مشوار دوري الأبطال الأوروبي بقوة من جهة أخرى. ويجسد الكلاسيكو الى جانب ذلك منافسة من نوع آخر بين مثلث برشلونة الهجومي المكون من الارجنتيني ليونيل ميسي ولويس سواريز نجم منتخب أوروغوراي والبرازيلي نيمار ومثلث ريال مدريد بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة والويلزي غاريث بيل. ويتفوق الثلاثي البرشلوني من حيث الفاعلية التهديفية إذ أحرز 69 هدفا من أصل 86 هدفا للفريق بالدوري هذا الموسم محققا 1ر83 بالمئة من أهداف الفريق علما ان ميسي سجل 22 هدفا منها في حين سجل سواريز 26 هدفا والبرازيلي نيمار 21 هدفا. من جانبه أحرز الثلاثي الهجومي لريال مدريد 63 هدفا مسجلا 74 بالمئة أهداف الفريق بالدوري علما ان كريستيانو سجل 28 هدفا وبنزيمة 20 هدفا وبيل 15 هدفا آخر. ويعد ليونيل ميسي أفضل هداف في تاريخ مباريات الكلاسيكو في الدوري جنبا إلى جنب مع الاسطورة المدريديستا ألفريدو دي ستيفانو برصيد 14 هدفا في حين سجل مجموع 21 هدفا في 31 مباراة خاضها ضد ريال مدريد في جميع المسابقات متقدما في ذلك الترتيب على دي ستيفانو صاحب المركز الثاني برصيد 18 هدفا وكريستيانو رونالدو الثالث برصيد 15 هدفا في مرمى برشلونة. وتشكل مباراة الغد فرصة ذهبية لميسي الذي سيسعى لتسجيل هدفه الرسمي رقم 500 مع برشلونة علما انه كان سجل 499 هدفا منذ مباراته الرسمية الأولى مع الفريق في 16 أكتوبر 2004. وأحرز ميسي 33 هدفا مع فريقه في جميع مسابقات هذا الموسم رغم تغيبه عن الملاعب لفترة شهرين بسبب الإصابة وحصد المهاجم 25 لقبا مع فريقه منذ بداية مسيرته في صفوفه. من جانبه أحرز كريستيانو رونالدو 41 هدفا هذا الموسم وخاض 38 مباراة مع الفريق الذي حصد معه سبعة ألقاب قبل ان يفوز بعشرة ألقاب مع فريقه السابق مانشستر يونايتد وكان رونالدو سجل الأهداف في سبع من المواجهات الثماني الأخيرة في «كامب نو» محققا تسعة أهداف. وتقام المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة كما ستشهد أيضا تكريما للاعب الهولندي الاسطورة الراحل يوهان كرويف الذي وافته المنية في 24 مارس الماضي عن عمر ناهز 68 عاما بعد معركة استمرت خمسة أشهر مع مرض سرطان الرئة في أجواء مثالية سيتابعها أكثر من 99 ألف مشجع من قلب الملعب. يذكر ان ريال مدريدوبرشلونة تواجها في 231 مرة منها 171 في الدوري الإسباني و34 في كأس الملك وثماني مرات في دوري أبطال أوروبا علما ان ريال مدريد فاز في 92 مباراة منها وبرشلونة ب91 مباراة وتعادل الطرفان في 48 مباراة. وجاءت مباراة الكلاسيكو الأولى بين الفريقين في بطولة كأس التتويج وانتهت بفوز برشلونة (3-1) فيما جاءت أول مباراة كلاسيكو بالدوري في التاسع من شهر مايو 1929 وانتهت أيضا بفوز برشلونة (2-1).