إذا أردت الاستمتاع بحياتك لا تتدخل بحياتهم في بؤرة حينا مجالسنا أرصفة الطريق ممرات المستشفيات وحتى حين يدار حوار بينك وبين شخص على الهاتف وأنت تتحدث برموز محافظاً على خصوصية الموضوع وقدسية أسرار الطرف الآخر، تصيبك الدهشة حين تنتهي المحادثة بأن هناك آذانا صاغيه لك وأجسادا التفت حولك لتبصر حديثك وتؤوله كيفما تشاء وجل همها أن "تعرف السالفة" أسئلة تدور حول رؤوسهم! حياتهم واقفة حول ما تريد ومن تحادث في هاتفك الخاص الذي صُنع لأجل يدٍ واحدة تحمله! تجده يراقب عن كَثب يحاول مراراً قراءة حرف ترسله إلى صديق لا يعرفه هو! لم يصل الحد لهذا ! بل تجده يزاحمك على الصراف الآلي ويسترق النظر لكي يرى ما تخبئه وكم يظهر بورقة الايصال؟ ! كم كان يسحب؟! وكم المُتبقي !! يُحاول جاهداً إدخال أنفه بين أي حوار على هذه الأرض حتى لو كان حوارا بين شخصين في "مطعم مزدحم" فهو يهمه أكثر من اهتمامه لحوار الأشخاص الذين يشاركونه الطاولة! يدور ويدور يتطفل هنا وهناك ، يستطيع بكل جدارة متعرية من المصداقية أن يغادر مكان عمله ليذهب إلى صديقه الذي يعمل في قسم آخر، لكي يستجوبه ببرود أعصاب ماقد حصل معه طوال يومه، محادثاته، ماذا قال له المدير ! وبخه أم استمر في مدحه؟ ماذا قال فلان؟ و لماذا هذا؟ وماذا حدث معك؟ تلك الأسئلة هي بوابة دخول عالم الشفاية عالم يخنق الحرية الشخصية وينتهك حقوق الفرد هذا الشخص!! هل يعاني من نقص ما؟! أم فسيولوجية تركيبته تجبره على التنصت والتدخل غير المرغوب فيه في حياة غيره ؟! كيف له التكيف مع مشاكله ومشاكل غيره! والتوازن بين عالمه وعالم دخله خلسة أو غصباً عن صاحبه. ماذا لو فعلت به مثل مايفعل بي من استرق السمع، حينها هل تكون هناك ردة فعل؟ هل يعرف فداحة الأمر الذي دخله من باب الفضول! للأسف أشياء كثيرة في مجتمعنا تحتاج إلى تثقيف أكثر وأكثر وأكثر ..! مخرج إلا " الشفاية" أعيت من يداويها ! A_ALJABL@