انشغال الفتيات بالحديث لفترات طويلة في الهاتف وانغماسهن في مكالمات لا تتم الا بالهمس، وبعيداً عن نظرات الأسرة قد يولد فضولاً لدى الوالدين خاصة الأم التي تخشى على ابنتها من الانجراف في تيار لا تحمد عقباه. ولأن نسبة كبيرة من الفتيات يهدرن وقتهن بصحبة الهاتف المنزلي والجوال فإن قلق الامهات يدفعهن الى التنصت على مكالماتهن كنوع من الرقابة، الأمر الذي قد يزعزع الثقة بين الأم وابنتها التي غالباً ما تبرر فعلتها بأنها مجرد "سوالف بنات". في البداية تقول "م.ع" الطالبة في المرحلة الجامعية: كنت حريصة على استخدام الهاتف المنزلي لساعات طويلة للتحدث مع الصديقات المقربات، وهذه الاحاديث تدور حول الموضة وتسريحات الشعر واخبار الفنانين وتلفزيون الواقع، فإن تضايقت امي الجأ للحديث احياناً عبر الجوال،وان تضايقت ايضاً الجأ للحديث معهن عبر "الانترنت"، وهنا طبعاً لا تتضايق لأنني اتحجج بأنني استخدم الحاسب الآلي لطباعة بحوثي وواجباتي الجامعية، وطبعاً الأمر خلاف ذلك لأنني استغل هذه الفرصة للتواصل مع الصديقات عبر الماسنجر والشات والمنتديات الالكترونية. وتضيف: ان علاقتي بأمي ينتابها الفتور ولا أشعر ابداً بأنها امي لأسباب عديدة اهمها انها تكرس اهتمامها الأكبر لأخي الوحيد. كما ان كل واحدة من شقيقاتي تعيش عالمها الخاص، لذا اعتبر صديقاتي اسرتي، فهن يعالجن مشاكلي ويشاركنني افراحي واتراحي ويعاونني في الدراسة الجامعية، فلا استغناء لي عنهن ابداً. وتؤكد غ.و الطالبة في المرحلة الجامعية: ان استخدامها الهاتف المنزلي يكون للتواصل مع الصديقات المقربات، ونادراً ما تطول المكالمة، لأنها اصلا تطول لساعات طويلة الى وقت الفجر عبر الماسنجر. وتقول: تتضايق والدتي باطالتي الحديث عبر الهاتف المنزلي او الجوال اما عبر الماسنجر فلا،ولا انكر انه وصلت علاقتي بالانترنت الى حد الادمان، خاصة استخدام الماسنجر الذي احرص من خلاله على التواصل مع الصديقات واكتساب صداقات جديدة. وتضيف: أتمنى ان يكون لي هاتف خاص في الغرفة،بعيداً عن نظرات أمي،ولكن لم يتصادف ابداً ان تنصتت امي على مكالماتي لأنها تثق في، فالاحاديث التي اتبادلها مع الصديقات لا تكون الا عن الاماكن التي سنلتقي فيها ايام الاجازات، وعن الاكسسوارات واحدث الماركات. وقالت: انا ضد ان يتنصت الوالدان على مكالمات بناتهن، فهذا من شأنه ان يزعزع الثقة بينهما وبين ابنتهما، كما ان ابنتهما قد تلجأ لوسائل أخرى للتواصل مع الصديقات غير استخدام الهاتف المنزلي، ولابد للأم ان تقنع ابنتها باستخدام الهاتف ولكن بضوابط اهمها عدم الاطالة،كما يستطيع الاب باستخدام الأسلوب الحواري المنطقي ان يستفسر من ابنته عن أسباب استخدامها الهاتف لساعات طويلة،فهل هذا للضرورة ام لتمضية الوقت مع الصديقات فقط؟ ولابد للابنة ان تصارح والديها. تدفعنا للقلق وتتفق الزميلتان مريم المازم وفاطمة الحجي (الطالبتان في المرحلة الثانوية) على أنهما لا تستخدمان الهاتف المنزلي الا لتمضية الوقت وسد الفراغ، ونادراً ما تطول هذه المكالمات، التي سرعان ما يتضايق الوالدان منها. وهذه الاحاديث تكون عن اخبار الصديقات خاصة وقت الاجازة، وتتمنيان امتلاك هاتف خاص، لأن هذا من شأنه ان يبعدهما عن المشاكل مع الوالدين والتي تحدث باطالة الحديث عبر الهاتف المنزلي. وتتفق مريم وفاطمة على انه من الافضل ان تتحدث الفتاة بالهاتف امام أسرتها، لأن تغيبها ولساعات طويلة تقضيها في الحديث عبر الهاتف سيثير قلقهم ويدفعهم للتنصت. وتقول رنا البدر(موظفة): أذكر موقفاً حدث في بيت زميلتي، فقد كانت تصلهم مكالمات عديدة وجميعها للمعاكسة وكانوا يغلقون الهاتف اذا ما سمعوا صوتاً غير أنثوي، لذلك أمر والدها بعدم استخدام الهاتف فلو اضطرت احدى بناته الى استخدام الهاتف للاستفسار عن الدروس المدرسية فإن ذلك يكون تحت رقابته. وتقول:عندما كنت في المرحلة الثانوية كانت علاقتي بإحدى المعلمات قوية لأنها كانت توجهني نحو الصواب دوماً، وتصقل شخصيتي، وأعتبرتها القدوة التي احتذي بها، وواصلت علاقتي بها بتبادل الاحاديث عبر الهاتف بعد انتهاء الدوام المدرسي ولساعات طويلة، وعلى الرغم من ان مكالماتنا كانت تخلو من تبادل توافه الأمور،إلا أن هذا الأمر كان يضايق والدتي كثيراً،فطلبت من معلمتي أن تقلل من مكالماتها معي، بحكم انني كنت طالبة في المرحلة الثانوية، ووقتي يجب ان اكرسه للمذاكرة والمراجعة، فاستجابت المعلمة وقدرت الظرف، وقللت فعلاً من مكالماتها. وتضيف:أما بعض المكالمات التي كنت اجريها مع الصديقات فكانت لتمضية الوقت، والتعرف على مستجدات الحياة واخبار الصديقات،اما الآن فقد تغير الوضع كلياً، ولا أنكر ابداً اني نادمة على الاوقات التي ضيعتها في الحديث عبر الهاتف لأنني أحسست الآن بمدى قيمة الوقت. وأهميته،فيكفي ان الوقت الذي يذهب لا يعود ابداً،ولا ابالغ ان قلت ان الهاتف اصبح بالنسبة لي غير ضروري، فوجوده كعدمه، واستخدامي الجوال يكون مع الصديقات المقربات فقط لوقت قصير. وقد اطلعت على بحث اعجبني كثيراً اعدته زميلة لي بعنوان "سلبيات وايجابيات الجوال" والذي اظهر ان اكثر مستخدمي الهاتف المتحرك من فئة المراهقين المحصورين ضمن الفئة العمرية (16 - 20 سنة) وكانت المواضيع المتداولة بينهم تافهة ولا قيمة لها. تجربتي السابقة وتضيف حنان خ: للأسف الشديد ان اختي الصغيرة الآن تعيد تجربتي السابقة حين كنت في المرحلة الثانوية، فهي تطيل مكالماتها وفي كل وقت، ولكني حريصة على ان اتعهدها بالنصح على قصر استخدام الهاتف للضرورة فقط. وتستخدم أميرة مبارك الطالبة في المرحلة الثانوية الجوال لفترات طويلة، بعيداً عن رقابة أسرتها لمكالماتها، ولا تكون الا همساً، مما سبب لها مشاكل كثيرة مع أسرتها وبخاصة امها على الرغم من ان تلك المكالمات تكون مع صديقة مقربة، وتتبادل معها هموم الدراسة والمشاكل التي تحدث في نطاق الاسرة. وتضيف: أطالب كل فتاة بان تكون حريصة اثناء مكالمتها الهاتفية، كي لا تخضع نفسها لرقابة الأهل. ولكن لا أرجح ان تتنصت الام على مكالمات ابنتها ما دامت الثقة موجودة. فنحن الفتيات لدينا همومنا ومشاكلنا الخاصة التي نتبادلها ولا يفهمها غيرنا، فالصراحة ان كثيراً من الامهات لا يعين مشاكل بناتهن ولا يعرنهن ادنى اهتمام، فتلجأ الفتاة الى صديقاتها خاصة من هن في سنها وتنفس عما بها وغالباً ما يكون ذلك التنفيس عن طريق استخدامها الجوال ولساعات طويلة. أما أروى عبدالرزاق الطالبة في المرحلة الثانوية فقالت: استخدم الهاتف للتواصل مع الصديقات أيام العطل والاجازات، الا أنني احرص على عدم الاطالة لأن ذلك سوف يثير قلق أسرتي علاوة على انني ربما اسبب احراجاً لصديقتي مع أسرتها، الا ان هناك بعض المكالمات التي تطول ولكن لا تكون الا حينما اود ان تشرح لي زميلتي درساً معيناً او استفسر عن امر ما خاصة عندما أتغيب عن المدرسة. وتضيف: ان ثقة اسرتي في كبيرة، فمن المستحيل ان يتنصتوا على مكالماتي. فالأحاديث التي أتبادلها مع الصديقات تكون عن الدراسة، ولكن بما اننا سنقضي عطلة طويلة بعد انتهاء العام الدراسي فإن الحديث يكون عن والمراكز الصيفية التي نرتادها وعن الانشطة التي سنزاولها. وترى مريم ان تنصت بعض الامهات على مكالمات بناتهن أمر قد يكون ضرورياً احياناً لأن معظم الفتيات قد لا يكن عند حسن ظن أسرهن، ومثال ذلك ان احدى الزميلات كانت تحادث زميلتها لساعات طويلة، بعيداً عن عيون والديها، مما اثار قلق الام التي تنصتت على ابنتها واكتشفت انها كانت تحادث شاباً، ولكن الصراحة التي يجب ان تقال هنا: ان الوالدين قد يحسنان تربية الابنة، ولكن البنت التي تصاحب رفيقات السوء تندرج نحو الهاوية، فلا يلام والداها. ر.م الطالبة في المرحلة الجامعية تقول: احرص على استخدام الهاتف للتحدث مع الصديقات في شؤون الدراسة والتعرف الى اخبارهن، لاسيما خلال اوقات الاجازات الطويلة، وغالباً ما تطول هذه المكالمات تمضية لوقت الفراغ، فنحن الفتيات نادراً ما نخرج من البيت بعكس الفتيان الذين يمضون وقتهم بصحبة الاصدقاء. وتضيف: أسرتي تتضايق كثيراً اذا ما طالت مكالماتي الهاتفية ويصدر القرار بأن انهي المكالمة فوراً وبعدها يبدأ التحقيق حول المتحدث من الطرف الآخر،واعتقد ان أسئلتهم هذه تكون بدافع الخوف والقلق،لذا فأنا حريصة الآن على استخدام الهاتف للضرورة فقط. اما تقوى القايد الطالبة بالمرحلة الإعدادية فكانت لها وجهة نظر اخرى حيث قالت: أنا ضد ان يكون لي هاتف خاص، لأن هاتف المنزل يكفي. واذا استخدمت الهاتف لابد ان يكون للضرورة، ومن باب التواصل مع الصديقات والاستفسار عن الأمور الدراسية. ولكن في بعض الاحيان تطول مكالمالتي اثناء شعوري بالملل مما يثير مضايقة والدتي التي تتنصت على مكالماتي من باب قلقها. حتى اخواني فإنهم يتحججون بأنهم يريدون الهاتف اثناء مكالمتي وهذا بدافع ان انهي المكالمة. ن.العلي (طالبة)تقول: استخدم الهاتف للتحدث مع صديقاتي ولمدة طويلة، ولا أنكر ان والدي يتضايق اكثر من والدتي لإطالتي الحديث، فيوجه لي النصح باستخدام الهاتف فقط للضرورة. واغلب المواضيع التي أتبادلها مع صديقاتي تكون عن الدراسة وبعض برامج الفضائيات وعن الأماكن التي سنرتادها في العطل تمضية للوقت. وتضيف العلي:اذكر موقفاً دفع والدي للتنصت على إحدى المكالمات التي جاءتني في وقت متأخر،حيث كانت احدى صديقاتي المقربات عزمت السفر مع أسرتها لدولة أوروبية فما كان منها إلا أن اتصلت بي في ذلك الوقت لتودعني، فطالت المكالمة وتناولنا الكثير من الأحاديث، خاصة عن الأماكن السياحية التي ستزورها في تلك الدولة، وما ان انتهت المكالمة حتى ناداني أبى وعقد جلسة حوارية ابوية، ونصحني بعدم اطالة الأحاديث خاصة في الأوقات المتأخرة، واخبرني انه يثق بي كثيراً، فلا داعي ان يفقد الثقة بي بهذه الطريقة. وقالت: أتمنى ان يكون لي هاتف خاص، اتبادل الاحاديث مع الصديقات بحرية تامة، فلدي صداقات كثيرة سواء على الصعيد الدراسي او الفتيات اللاتي اكتسبت صداقاتهن في النادي الصيفي، ولابد من التواصل معهن عن طريق الهاتف. سوالف بنات إذا كانت هذه هي آراء الفتيات فماذا عن رأي الأمهات بوصفهن المتهمات بتشديد الرقابة على بناتهن. أم عبد العزيز قالت: نعم ألاحظ في بعض الأحيان إطالة مكالمات ابنتي الهاتفية،وأعلم أنها تحادث صديقاتها سواء في شؤون الدراسة او غيرها،ومن حقها أن توسع دائرة علاقاتها الاجتماعية مع صديقاتها وان تتواصل معهن، خاصة أيام العطل. ولكن لا احبذ أن تطول المكالمات عن الحد المعقول، وسأعارض مكالمات ابنتي حتماً اذا كانت في اوقات متأخرة، فهناك ضوابط لتبادل المكالمات الهاتفية. وتضيف: أنا ضد عملية التنصت على تلك المكالمات الهاتفية، فهذا من شأنه ان يوسع الهوة في العلاقة بيني وبين ابنتي، فأنا افضل ان الجأ لأسلوب الحوار مع ابنتي اذا انتابني اي قلق تجاه مكالماتها، لأن هذا يعزز من ثقتي فيها، وبشكل عام اقول: ان اي ام احسنت تربية ابنتها وشحنها بالقيم والعادات الحميدة لن تشك بها ابداً. اما أم ابراهيم فعلقت قائلة: ابنتي في المرحلة الثانوية حطمت الرقم القياسي في استخدام الهاتف المنزلي مع صديقاتها. ولكن منذ فترة لاحظت ان تلك المكالمات تطول لساعات، وغالباً ما تكون بالهمس، واحياناً بعيداً عن رقابتي ورقابة اخوتها. ولا أنكر أنني ينتابني القلق، ويزداد القلق عندما تطلب ابنتي ان يكون لها هاتف خاص. وفي احد الايام واثناء تغيب معظم افراد الاسرة عن المنزل لحضور مناسبة عائلية، اعتذرت ابنتي عن عدم الحضور بحجة انهماكها في المذاكرة، فمكثت مع الخادمة في المنزل، وبعد فترة عدت للمنزل لنسياني شيئاً ما، وقبل دخولي الغرفة سمعت ابنتي تحدث شاباً عبر الهاتف. فصعقت وقمت بأخذ سماعة الهاتف منها فما كان من الطرف الآخر الا ان اغلق الخط، واجهت ابنتي فأنكرت مراراً وتكراراً، وفي النهاية اعترفت بأنها كانت على علاقة بشاب يكبرها بثلاث سنوات تعرفت به عن طريق الشات. وبعد هذا الموقف منعتها من استخدام الهاتف والانترنت، ولكنها في وقت الضرورة تتوسل لي برغبتها في استخدام الهاتف للاستفسار عن بعض امور الدراسة لاسيما في اوقات الامتحانات، فأسمح لها ولكن على مرأى ومسمع مني. ومن جانبها قالت أم فيصل: كنت أتضايق كثيراً من مكالمات ابنتي الكبرى خلال مرحلتها الجامعية، وكانت تتلقى مكالمات من زميلاتها في اوقات متأخرة، ولكن لم اكن اواجهها ابداً، لأني اعلم باتساع دائرة علاقاتها الاجتماعية سواء في الحرم الجامعي أو خارجه، وتعدد انشطتها ايضاً. ولكن من باب الفضول لا غير كنت اسألها عن المواضيع التي تناقشها مع زميلاتها فكانت تجيب وبكل حيوية (والله سوالف بنات)، ولكن لم يعتريني ابداً أي شك فيها، لأنها أهل لهذه الثقة. وتضيف: وحينما دخلت الحياة المهنية والعملية مبكراً، صارحتني بانها في حاجة لهاتفين جوالين، واحد لحياتها الشخصية والآخر لحياتها العملية، وهذا بحكم طبيعة عملها وفعلا قدرت الامر، وهي لديها الآن هاتفان.