بعد 100 سنة من اقتراح العالم ألبرت أينشتاين، أعلن مشروع رصد الأمواج الثقالية بالولايات المتحدة الذي يعرف اختصارا ب«مشروع ليغو»، اليوم (الخميس)، عن نجاحه في اكتشاف موجات الجاذبية للمرة الأولى، حيث تتسبب أجسام سماوية ضخمة في حدوث تموج في الزمان والمكان «الزمكان»، وهو اكتشاف تاريخي سيفتح طريقا جديدا لدراسة الكون. وبين المهندس ماجد أبو زاهرة ، أن هذا الاكتشاف تم من خلال اثنين من أجهزة لقياس التداخل التابعة للمشروع، وذلك في 14 سبتمبر 2015، بعد عمليه تحسين تلك الأجهزة وتطويرها وزيادة حساسيتها. ومثل موجات الراديو، والضوء المرئي، واشعه إكس، وغيرها من أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي، اعتقد اينشتاين أيضا أن الجاذبية تسافر أيضا في موجات. ولكن حتى أقوى طاقة للظواهر الكونية مثل اصطدام اثنين من الثقوب السوداء بعضهما ببعض ستتسبب في تموج خلال «الزمكان» ضعيف بالنسبة لنا. وبعد عقود من المحاولات الفاشلة، تم التوصل اليوم لتأكيد قياس موجات الجاذبية عبر الأرض، وقد احتاج هذا الاكتشاف مقياس ليزر بطول 2.4 لتكون 10.000 مرة أصغر من البروتون. ونظرا لأن كل شيء حولنا مثل الأنشطة البشرية والهزات الأرضية سيعمل على تشويه تلك الأشعة، فإن مشروع «ليغو» استخدم اثنين من أجهزة الاستكشاف يفصلها عن بعض نحو 1.865 ميل. ولأن موجات الجاذبية تسافر بسرعة الضوء كما يعتقد، فإن الاكتشاف من مصدر كوني يتم في أحد الموقعين لمشروع «ليغو» بفاصل 10 ميلي ثانية عن الموقع الثاني. وهذا تماما ما رصد عندما التقطت موجات تنطلق من اثنين من الثقوب السوداء يبعدان عن الأرض مسافة 1.3 مليار سنه ضوئية يلتفان حلزونيا باتجاه بعضها البعض وبعد ذلك اصطدم بعضهما ببعض وشكلا بعد ذلك ثقبا أسود واحدا كبيرا. ويعد هذا الاكتشاف الأكبر والأهم منذ سنين، فموجات الجاذبية تنبأت بها النظرية النسبية العامة لأينشتاين منذ قرن من الزمن، وهذا الإنجاز التاريخي الذي سيفتح صفحة جديدة في اكتشاف الكون، يأتي بعد عقود من العمل باستخدام حواسيب فائقة لعمل نماذج في محالة لوضع تصور لما يمكن أن تكون عليه موجات الجاذبية وللتوصل بعد ذلك لاكتشافها وتأكيدا لصحة النظرية النسبية العامة. ومثل شعاع الضوء الذي يكون بأطوال موجية مختلفة، فإن الموجات بواسطة الجاذبية تعمل على تمدد الزمان والمكان بشكل مختلف، تماما عندما نقوم بدحرجة كرة البولينغ على سطح جهاز القفز «الترامبلوين» سوف يلتوي السطح أكثر مما سيحدث عند دحرجة كرة البيسبول على السطح نفسه. جدير بالذكر أن أطول موجات للجاذبية نتجت في الانفجار العظيم منذ 13.8 مليار سنه مضت، في حين أن اصطدام الثقوب السوداء بعضها ببعض يعد أقوى الأحداث الكونية منذ الانفجار العظيم.