لقيت مقالة الكاتب جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ ورئيس تحرير صحيفة الحياة سابقًا بعنوان "كشِّروا عن الأنياب واطردوهم!" ردود أفعال متباينة للعديد من الكتاب، وخاصة اللبنانيين، حيال مناداته صراحة بإبعاد اللبنانيين الذين يصمتون أمام تراجع الموقف السياسي اللبناني تجاه السعودية وابتعادها عن الموقف الدبلوماسي العربي. وطالب الذيابي في مقاله بمقاطعة لبنان واصفًا إياها بالبلد الذي أخذ أكثر مما أعطى بل أخذ وتنكر!! مؤكدًا أن لبنان أصبح مستعمرة إيرانية تقف ضد المملكة ويتجاهل ساستها مواقفنا في الأزمات، ويصر أن يصبح خنجرًا في الظهر، ويصمت أغلب أهلها ولا ينبسون بكلمة واحدة ضد أبواق تروج الأباطيل، لماذا نجامل بلادًا تؤيد جرائم نظام الأسد ويرتهن قرارها للخصم الإيراني، وتقدم النكران على رد الجميل. وتساءل الذيابي في مقاله لماذا لا يسأل اللبنانيون أنفسهم؟! هل هناك دولة وقفت مع لبنان في كل الأزمات والحروب مثل السعودية، حتى تمكنت من نزع الفتيل، ومنها لا حصرًا «اتفاق الطائف» الذي أوقف الحرب الأهلية الطاحنة، إضافة إلى المساعدات والمشاركات الفاعلة في حلحلة أزماته، لا كما تفعل إيران في ساحاته من تفريق بين طوائفه ومذاهبه!. وألمح إلى أنه على دول الخليج قرع الجرس واتخاذ موقف صارم يلجم المتطاولين، ومن يقف وراءهم ويحرضهم على تشويه صور دولها وشتم شعوبها والتشنيع بمواقفها بسبب «هيدا الكرم الزائد»!. وختم الذيابي مقاله قائلا: "الأكيد أن في لبنان شرفاء وكرماء، لكن هناك عملاء وخونة وأقزام، وعلى الشرفاء -وهم كثر- رفع الصوت وإطلاق الألسن كما يفعل الصديق النبيل نديم قطيش لفضح تلك الأبواق والتيارات «المشحونة» بعواطف خمينية بدلاً من استمرائها اللعب على الحبلين". وعلى جانب آخر، يرى الكاتب الصحفي جهاد الخازن رئيس تحرير صحيفتي الشرق الأوسط والحياة السابق في مقال كتبه بعنوان "دفاعًا عن لبنان.. بلد العرب جميعًا" بضرورة الوقوف بجانب لبنان لما يمر به هذا البلد من أزمات. وأوضح الخازن في مقاله أن الرئيس تمام سلام رئيس الوزراء استضافه وعددًا من زملائه في جريدة الحياة، وألمح له أن هناك العديد من الكتاب السعوديين يلمحون إلى قطع العلاقات مع لبنان قائلا: إن الحل ليس في قطع العلاقات، وإنما في مساعدة لبنان على الخروج من محنته. وألمح الخازن في مقاله أن الرئيس سلام تحدث عن المملكة بمحبة، وأشار إلى طيب العلاقات التاريخية بين البلدين، وهو يمثل سياسة البلد لا أي وزير يعمل لحزبه موضحًا أن تمام يعتبر نفسه حليفًا للسعودية. ولفت الخازن إلى أنه يعرف قادة السعودية جيدًا، كما لا يعرفهم بعض الكتاب مبينًا أنه رأى الأمراء فهد وسلطان -رحمهما الله-، وسلمان -أمد الله في عمره- ملكًا في لبنان، والملك عبدالله أيضًا قائلاً: الكل أحب لبنان، ولم يسمع نقدًا أو شكوى. وختم الخازن مقاله برد على الكتاب السعوديين الذين يريدون مقاطعة لبنان، وخاصة جميل الذيابي، ولكن دون أن يسميه قائلاً: إن لبنان اليوم يمر بأوضاع صعبة جدًا والخروج منها لا يكون بمقاطعته أو معاقبته أو شتمه لتزيد صعوبته، وإنما بمساعدته على حل مشاكله، فهي عابرة ولبنان دائم لأهله وللعرب جميعًا.