عندما تتذكر تلك الذكريات وذلك العصر الحديث، تتذكر أجمل اللقطات وأجمل الصور، حينما أتذكر جيداً تلك الشخصية العظيمة، التي أحبتها النفوس المؤمنة والنفوس الطيبة، وذلك الحديث البريء الذي خرج من القلب للقلب، ينتابك شعور جميل وذكرى تلك الأيام تجعلك سعيداً إنها صفحات طويت في ألبوم حياتك، تذكرتُ ذلك الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، حينما قال: لا أنام حتى أسأل عنكم، ذلك الأب الحاني والملك الراعي والمعلم المربي . تذكرت أن الولاية بمثله أتعبت من بعده، علمناه رحيماً ودوداً قائماً في كل أمور الأمة، يؤلمني رحيلك عندما رأيت لقاء لبعض الدعاة من بنجلاديش يتكلمون عن متبرعٍ دفع الملايين حتى يسلي قلوباً أصابها الوجع ولم يخبرهم عن اسمه، عرفت حينها أنه عرف أنه قائد الأمة الإسلامية وأنهم رباط العنق والأخوة، بكيت وداعاً لذلك الرجل العظيم في إسلامه وعروبته الأصيلة، تحدث عنه الجميع وودعه ولكن حديثي عنه حديث الابن لأبيه في حال غيبته، طبت حياً وميتاً يا ملكاً فقدناه في ليلةٍ باردة حزينة، وعلى مثلك نبكي حزناً وفراقاً أبا متعب. شدني لقاء ذلك الابن البار الأمير تركي حينما تذكر والده فبكى ولم يتمالك تلك الدموع الصادقه حزناً على فقيد الأمة، عرفتُ حينها ذلك الشوق والحنين أنه ليس لأحد بل كان للجميع، ودعناك تلك الليلة وداعاً باكياً فيه أتممنا تلك الوصية بأن تكون في دعائنا حاضراً، الكل منا يفتقد تلك الكلمات البريئة والطيبة في كل قضايا الأمة، رحمك الله أبا متعب ونسأل الله أن يجازيك عن أبنائك وأمتك بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا، ولن أنسى يوماً تلك المفاجآت الكريمة التي أشعلت شموع الظلام يوماً عندما خرجت عريساً تخاطب شعبك الكريم، ولن أنساك يوماً مليكنا الغالي فأنتم حماة الدين ثم الوطن. أخيراً دمت يا وطني شامخاً تحت ظل القيادة الكريمة وتحت ولاة أمرنا بقيادة مليكنا قائد الحزم وسيد العزم سلمان بن عبدالعزيز، والأمة بكل أقطابها تشارك الدموع والدعاء وهذا ما ترجمته دموع الأمير تركي بن عبدالله في لقائه مع الصحفيين قبل البارحة، دمتم بود !!