اشارت توقعات إلى أن بعض الدول العربية تعتزم اجراء تحركات دبلوماسية تجاه ايران عبر تخفيض تمثيلها الدبلوماسي او تقليص مكاتبها لديها بعد الاعتداء السافر الذي قام به المتظاهرون على سفارة السعودية بطهران والعبث بمحتويات السفارة وبعدها أعلنت السعودية طرد سفير طهران لديها وكافة البعثات الدبلوماسية. وكانت الدول العربية أعربت عن تنديدها واستنكارها الشديدين للهجوم الذي تعرَّضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد بإيران. وأكدت الدول العربية في بيانات لوزارات خارجيتها أن هذا الاعتداء يُعدُّ انتهاكاً واضحاً ومرفوضاً للمواثيق والأعراف الدولية ولاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 التي تكفل أمن وحماية البعثات الدبلوماسية وأعضاءها مطالبين الحكومة الإيرانية بتوفير الحماية الكافية للبعثات الدبلوماسية وأعضاءها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق المعتدين. وجدَّدت الدول العربية دعمها للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية كافة في مواجهة مختلف التهديدات التي تواجه المملكة والمنطقة، مؤكّدين تضامنهم فيما تتخذه من اجراءات لتعزيز الأمن والاستقرار. جدير بالذكر أن متظاهرين، هاجموا مساء السبت، مبنى السفارة السعودية في طهران، وألقوا باتجاهه قنابل حارقة، ما أدى إلى اشتعال النيران به، أمام الشرطة الايرانية التي لم تتحرك لمنع المتظاهرين من الهجوم على السفارة واكتفت بالمشاهدة. وقام المتظاهرون برشق مبنى السفارة بالزجاجات الحارقة، وتمكنوا من اقتحام السور ودخول حرم المقر قبل أن تخرجهم منه الشرطة. وكشفت صور على مواقع التواصل الاجتماعي عمليات تدمير ونهب وعبث بمحتويات مقر السفارة عقب اقتحامه. وأظهرت صور أخرى فيما بعد الشرطة في كامل عتادها لمكافحة الشغب وتتولى حراسة المبنى في الوقت الذي قام فيه رجال الإطفاء بإطفاء النيران في المبنى. وجاء الاعتداء على السفارة السعودية في طهران في سياق الهجوم الإيراني المتواصل ضد المملكة العربية السعودية بسبب تنفيذها حكم الإعدام ضد 47 إرهابيا، بينهم نمر النمر. يشار إلى أن مشهد الاعتداء على السفارة السعودية في طهران أعاد إلى أذهان الكثير مشهد اقتحام السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية قبل 36 عاماً. فعام 1979، وتحديداً في 3 نوفمبر اقتحم طلبة إيرانيون مبنى السفارة الأميركية وأخذوا نحو 53 شخصاً رهائن. لأكثر من 444 يوماً، احتجز الرهائن، وفيهم حاولت السلطات الأميركية إطلاق سراحهم عسكرياً أكثر من مرة إلا أنها لم تنجح. فكان الحل هو التفاوض. مفاوضات انتهت بالموافقة على إطلاق سراح الرهائن مقابل تحويل 50 طناً من سبائك الذهب للمختطفين، وإعادة 50 طناً آخرين مجمدين في الخزينة الأميركية. وفي ال20 من يناير 1981، وبعد دقائق من قسم ريجان يمين الرئاسة في واشنطن، أقلعت طائرة من طهران تحمل الرهائن إلى بلادهم، مروا بالجزائر العاصمة حيث وقع اتفاق إطلاق سراحهم. هذه الحادثة كانت بداية علاقات متوترة بين واشنطنوطهران، تعيش البلدان تبعاتها حتى الآن. لا سيما وأن أحد رؤساء إيران لاحقاً، وهو محمود أحمدي نجاد، اتهم بكونه أحد الطلبة المنفذين للهجوم، وهو ما أنكره أحمدي نجاد. هذه الحادثة فد تكون الأشهر لاعتداء على بعثة دبلوماسية في إيران لكنها ليست الوحيدة. فعلى مدى العقود الأربعة الماضية سجلت اعتداءات عدة على سفارات وبعثات دبلوماسية في إيران منها الكويتية والروسية والباكستانية والبريطانية وغيرها.