ما إن نفذت المملكة العربية السعودية شرع الله في 47 إرهابيًا اعتنقوا الفكر الضال وشاركوا في عمليات تنظيم داعش، وارتكبوا العديد من الجرائم بحق الوطن والشعب السعودي، وسعوا إلى تمزيق وحدته باللعب على وتر المذهبية والطائفية، حتى تحركت الآلة الإعلامية الإيرانية الموتورة، اعتراضًا على تنفيذ حكم القصاص في نمر باقر النمر. ورددت كالببغاء تهديدات النظام الملالي الفارسي وزعمه بأن إعدام النمر سيطيح بنظام الحكم في المملكة، وتناسى المسؤولون في طهران ووسائل إعلامها، أن حكم القصاص حق أصيل للسعودية تفرضه الشريعة الإسلامية الغراء، وأن النمر مواطن سعودي، ويحاكم على أرض سعودية، وخضع خلال محاكمته لإجراءات قضائية عادلة، انتهت بالقصاص، لتخليص المجتمع من أفكاره المنحرفة، أو كما قالت المحكمة في حيثيات الحكم بأن "شره لا ينقطع إلا بقتله". الخطير في الأمر أن هذا الصراخ الفارسي الذي يعلو من حين لآخر بنفس طائفي ممجوج ومكشوف، لم يتوقف عند وسائل الإعلام الإيرانية فقط، ولكنه وصل بفعل المال الموجه إلى مؤسسات ووكالات إعلامية ومحطات تلفزيونية وإذاعية دولية، كان يحسبها المواطن العربي حتى وقت قريب من المؤسسات المحايدة والمحترمة، ولكنها كشفت عن وجهها الآخر في تغطيتها المنحازة للنظام الإيراني وأذنابه في لبنانوالعراق وبعض الدول الموالية لطهران. وإن كان المواطن العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، يعتبر التدخل الإيراني في شئون المملكة أمرًا أدمنته طهران مع كل حادث يتعرض له أي شيعي داخل الأراضي السعودية، إلا أنه لم يتوقع أبدًا هذا التدخل الإعلامي السافر من قبل ال"بي بي سي" في السماح بالتعليق على أحكام نهائية وباتة أصدرها القضاء السعودي العادل. وهو أمر يكشف وبجلاء أن هناك مندسين عربا بدأوا يتسللون إلى بعض المؤسسات الإعلامية الدولية، يدينون بالولاء التام للنظام الإيراني وأذنابه في العراقولبنان (حزب الله)، ولا يتردد هؤلاء أبدا في قلب الحقائق واستثمارها لصالح أهداف سياسية ودينية طائفية مشبوهة، والدليل على ذلك نشرهم لأخبار مبالغ فيها تحرض السعوديين في مدينة القطيف على العنف والخروج إلى الشارع للاحتجاج، تحت شعارات وهمية تحمل عنوان "منح الشرعية لخيار المقاومة" . ووصل هذا الصراخ إلى بغداد، وبلغ إلى الدرجة التي طالب فيها ساسة عراقيون مدعومون من نظام طهران، ومن بينهم نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، وقاسم الأعرجي القيادي في منظمة بدر التي تضم فصائل مقاتلة شيعية ولها جناح سياسي، بقطع العلاقات مع المملكة. وهدد آية الله حسين نوري همداني مرجع التقليد الشيعي في إيران بأن بلاده لن تسكت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيعي السعودي نمر باقر النمر، وصف تنفيذ الحكم بأنه سيؤدي إلى تبعات وخيمة على حد قوله. وعلى شاكلته زعم همام حمودي العضو الشيعي البارز في مجلس النواب العراقي، الذي تربطه صلات بإيران إن إعدام السعودية لرجل الدين الشيعي نمر النمر يخدم مصالح تنظيم الدولة الإسلامية. الغريب، أن النظام الملالي الفارسي، يتخيل وهما أنه حامي حماة المنطقة الخليجية، وبهذا الوهم يمنح نفسه حق التدخل في شئون دول الجيران، ويدس أنفه في النظام السعودي، ويحاول دائما تشويه صورة قضاء المملكة، ويتجاهل موقفه المتشدد والطائفي من العرب الأحواز، ولا يخجل هذا النظام أبدا من رافعات المشانق التي تنصب للأبرياء والمعارضين جزافا، بزعم التجارة في المخدرات، كما لا يخجل من عدائه العرقي اللدود والعنصري لكل ما هو غير فارسي شيعي، ولا من حالة (الشيزوفرانيا) السياسية التي يعانيها، ومازال مستمرا فى انفصاله عن الواقع الإيراني المؤلم، والذي يشهد عمليات إعدام بالجملة، تنفذ بحق المعارضين، بلغت في عام واحد فقط نحو 694 شخصا، بمعدل ثلاثة أشخاص يوميا. وهناك دراسات وإحصاءات دولية تشير إلى أن هناك قائمة إعدامات أخرى في إيران ستنفذ هذا العام، يزيد عدد ضحاياها عن ألف إيراني. "الوئام" تذكر هنا نظام إيران وأذنابه، بأن الحكم ليس تصفية حسابات سياسية كما يزعمون، وأن أعداء نجاح المملكة مهما صرخوا وتشنجوا وهددوا وتوعدوا، لن ينالوا شيئا، لأنه في النهاية لا يعلو صوت فوق صوت الحق وكلمة القضاء السعودي. وأن الأصوات الشريرة لن تخيف المملكة وشعبها الملتف حول قيادته الحازمة الحاسمة الحريصة على تطبيق شرع الله، وتنفيذ أحكام القضاء، بحق أي شخص مهما كان حجمه أو موقعه، وهو ما أكدته وزارة الداخلية في معرض ردها على تلك الحملات الإيرانية المسعورة ضد المملكة بقولها "المملكة عندما تنفذ أحكام القضاء الشرعي فيها، هي لا تنظر في الحقيقة إلى أي كان"، وهو الأمر الذي أكدته أيضا وزارة العدل، برفضها التام لأي تدخل في إجراءات وأحكام المؤسسات القضائية السعودية، واصفة هذا التدخل من أي جهة كانت بأنه أمر غير مقبول. فهل يستوعب النظام الإيراني الدرس؟