قال مسؤول في الاستخبارات الفرنسية ان الجماعات الارهابية تستقطب أحيانا أشخاصا يعانون أمراضا عقلية. وأكد المسؤول الذي تحفظ عن ذكر اسمه، في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية ان حوالي 10 في المئة من المتطرفين الذين تمكنت الاستخبارات الفرنسية من رصدهم منذ يناير الماضي يعانون الشيزوفرانيا، ومعروفون بإصابتهم بانفصام الشخصية. ويتساءل الكثير بعد أي عملية انتحارية، إن كان منفذ الاعتداء مريضا عقليا أو إرهابيا يعي تماما ما يرتكبه باسم الدولة الاسلامية؟ وهذا السؤال تحاول محكمة باريس الإجابة عنه في جلسة 24 سبتمبر المقبل، حيث ينتظر ان تؤكد ان تنفي المسؤولية الجنائية لألكسندر دوسيه، وهو جهادي شاب اتهم بمحاولة اغتيال عسكري في فرنسا في عام 2013. وقال الأطباء إن المتهم يعاني انفصام الشخصية، مما يعفيه من المسؤولية، فيما أشار تقرير اخر للخبراء صدر في 2013 الى أن الكسندر يعاني من داء الشك المرضي، والمؤكد وفق الاطباء هو ان هذا المتهم يمثل حالة مرضية خطيرة على الصعيد النفسي، خاصة انه يرفض تناول الادوية. ويقول البروفيسور دانييل زاغوري الاختصاصي في الأمراض العقلية وتابع حالات مشابهة لمتطرفين من بينها حالة الجهادي ياسين صالحي، الذي قطع رأس مديره السابق في يونيو الماضي، إن هناك بروفايلات عدة لهؤلاء المتطرفين المرضى عقليا، فهم اشخاص يعانون من عدم الاتزان والاندفاع وعدم الاستقرار، ولهم في غالب الاحيان سوابق قضائية، لذلك يخترعون حياة ثانية يزعمون خلالها انهم في خدمة الله ومستعدون لارتكاب اي افعال مجنونة، وتساعدهم في تنفيذ هذه الجرائم، تلك الدعاية التي تروّج لها الجماعات الإرهابية عبر الانترنت. ويقول قاض سابق متخصص في قضايا الارهاب: «كان يمر بمكتبي اشخاص مارسوا كل اصناف التعذيب البربرية لأتفه الاسباب، وحين أثار التطرف الاسلامي ضجة وجدوا مبررات لارتكاب العنف، ففي سوريا لجأ الناس الى العنف في النهاية بصفة قانونية اقول ذلك بين قوسين «ومهدي نموش الذي ارتكب جريمة متحف اليهود في بروكسل، ويشتبه في أنه وراء مقتل عدد من الرهائن الغربيين في سوريا، يبدو انه انخرط في بربرية داعش وفق هذا المنطق، وان كان تقرير يؤكد أن هذا الرجل لم يكن يعاني من أي اضطراب عقلي في 2007، غير الرهينة السابق نيكولا هنين الذي وقع بين يدي داعش أكد ان نموش كان يمارس التعذيب كلما توقف عن الغناء! وفيما تعرفت السلطات الفرنسية على متطرفين قتلا مؤخرا، كانا من بين من يعالجون من انفصام الشخصية قبل التحاقهما بداعش،قدّر مسؤول في جهاز الاستخبارات الفرنسي عدد المتطرفين الذين يعانون من انفصام الشخصية ب 10 في المئة من عدد المتطرفين، الذين تم رصدهم منذ يناير الماضي، وخطر انتقال هؤلاء الى مرحلة ارتكاب جرائم يتضاعف لدى اعتناقهم السلفية، التي تحثهم على التوقف الفوري عن تناول الادوية».
رابط الخبر بصحيفة الوئام: الاستخبارات الفرنسية : مجانين في صفوف «داعش»