دع الكذبة تعبر بهدوء إلى عقول البشر، ثق بقدراتك في الخداع وأطلق العنان لأوهامك (بالصوت والصورة)، حينها ستتناقل على ألسنتهم الكذبة العظيمة، دعها تلف العالم وتقفز فوق كل الحواجز الجغرافية، فكلما كانت الكذبة كبيرة كلما كان عبورها أسهل وأكثر تأثيراً، دعهم يرون الصدق في ملامحك من شدة الكذبة، حينها ستصبح حقيقة مسلماً بها يصعب تكذيبها، ذلك لأن من يراوده الشك في حقيقة ما قلت سيلعن وسواسه ألف مرة، فالكذبة أكبر من أن يستوعبها عقل الخناس.. بمعنى آخر للكذب حدود فتجاوزه بقدراتك وفلاشاتك حينها فقط ستكون ((مطنوخ)) بدرجة مهايطي !!. * تعليب عقول بعض الجماهير عملية في منتهى السهولة، فقط أكتب عما يشتهون سماعه، وراوغ والتف على الحقيقة ثم أظهرها في حلة جميلة مع بعض العبارات المنمقة، والمنشيتات المغلفة بسلوفان (الطناخة).. بتلك الطريقة السهلة يتم تعليب العقول، وبتلك الطريقة أصبحت الطناخة المزيفة عنوان (الإنقاذ) من الحقيقة المرة التي لا ترغب الجماهير أن تعيرها انتباهاً (بأن المطانيخ هم من يحتاجون لإنقاذ).. انكشفت حقيقتهم لكل من يمتلك أدنى مقومات التميز، وستنكشف أكثر خلال الأشهر القادمة.. تلك الحقيقة التي ميعها الإعلام الاتحادي بعد كل تعاقد مع لاعب أجنبي، حيث انصب تركيزهم على إبراز القيمة المالية فقط للاعب، دون التطرق للفائدة الفنية المرجوة منه، وسأعطيكم أمثلة في الفقرة التالية. * بالتأكيد لن أستطيع حصر عدد اللاعبين الذين فاوضهم المشرف على فريق كرة القدم ولا أعتقد أحد يستطيع ذلك، لكم أن تتخيلوا أنه في يوم واحد نشرت الصحف أسماء خمسة لاعبين أجانب مختلفين ومن القارات الخمس يفاوضهم (المطنوخ)، فما بالكم بالعدد الإجمالي طوال أربعة أشهر.. عموماً هاكم القليل من الأمثلة الصحفية لكي لا أطيل عليكم: (الإدارة غيرت مسار ريفارس من ميلان إلى جدة )، (راتب مونتاري أعلى من راتب أي لاعب إيطالي)، (ترويسي صفقة آسيوية من العيار الثقيل)، وإلى الآن لم يقدموا أي إضافة فنية تذكر للفريق، ويكفي أن الأربعة المحترفين ليس من بينهم صانع لعب والفريق في أمس الحاجة للاعب في ذلك المركز. * أعتقد أنكم لاحظتوم على ماذا كان ينصب تركيزهم.. أما لو أردت الاستشهاد بأقوال الصحف وعن الطناخة في مفاوضة اللاعبين الذين لم يتم التوقيع معهم لأسباب الفحص الطبي، والاختلاف المادي، وعدم موافقة الزوجة وغيرها فلن يكفي حيز المقال لاستعراضها، وسأكتفي بلاعب واحد فقط، ومن صحيفة واحدة: بوصوفة وقع، في اليوم الثاني: بوصوفة عقدها، وفي اليوم الثالث: بوصوفة فقع !!. * اللاعب بوصوفة متواجد في دبي والمفاوضات قائمة وانتهت ووقع لولا (السستم) ويريدون تسجيله دون أن يسقط اسم أي محترف من القائمة الأساسية، رغم أن إبراهيم البلوي نفى أخبار التوقيع مع اللاعب وقال: سنكتفي بالمحترفين المسجلين في القائمة، وذلك يظهر مدى الخلاف بين الرئيس والمشرف على الفريق.. تحضرني مقولة لأدولف هتلر: (اجعل الكذبة كبيرة، وبسطها، ثم كررها وفي نهاية المطاف سوف يصدقونها)، وهكذا مطانيخ الغفلة يفعلون!!. ( ببوز القلم ) قصة تروى عن جحا: أنه كان يسير في أحد الطرق، ورأى صديقاً له فأراد أن يمازحه فقال له: اذهب إلى ذلك الطريق فهنالك وليمة كبيرة والجميع مدعوون لها، فذهب صديقه مسرعاً إلى ذلك الطريق، ثم رأى أحد المارة فأخبره نفس الخبر فذهب مسرعاً هو الآخر، ثم انتشر الخبر في القرية، وخرج الناس مسرعين من بيوتهم إلى نفس الطريق، فاستوقف جحا أحدهم وسأله: ما الخبر لماذا تركضون في نفس الاتجاه ؟ فأخبره بالقصة وقال له: الحق بي قبل أن تنتهي الوليمة، فركض جحا مسرعاً في نفس الطريق ووصل لكن بعد أن ((تعطل السستم)).. قصة يُستشهد بها على من يكذب الكذبة فيصدقها.. "دمتم طيبين". رابط الخبر بصحيفة الوئام: «السستم»