ترجل عن الدنيا قبل ساعات الأمير سعود الفيصل أقدم وزير دبلوماسية في العالم، تاركًا خلفه تاريخًا مشرِّفًا من العمل الوطني الذي يندر أن يوجد مثله في تاريخ أي شخصية تقلَّدت منصب وزير الخارجية في العالم، وعندما يُذكر اسم الراحل الفيصل، يتهادى إلى جميع مراكز المعلومات في العالم والشبكة العنكبوتية اسم دبلوماسي سعودي كان يُحسب له ألف حساب في المؤتمرات والمحافل الدولية. رحل الفيصل جسدًا عن عالمنا، وستبقى مواقفه الصارمة والحاسمة تجاه قضايا وطنه وأمتيه العربية والإسلامية شاهدة على رجل من طراز خاص، قضى أكثر من 40 عامًا في عالم الدبلوماسية والعلاقات الخارجية السعودية الدولية، مدافعا بقوة واستبسال عن كرامة كل سعودي وخليجي وعربي، ومن فرط حبه الشديد لعمله وإخلاصه وتفانيه، كان يقضي جزءًا كبيرًا من وقته في الطائرة، نظرا لجولاته المكوكية في سماء الدبلوماسية، متسلِّحًا بثقة أربعة ملوك سعوديين، عمل معهم منذ بدء حياته العملية بالخارجية السعودية، وحتى رحيله اليوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان عام 1936ه (9 يوليو 2015م). وهز نبأ وفاة الفيصل العالم كله، ونعته كل الدول، قبل أن يبكيه الشعب السعودي، الذي فجع مساء اليوم، برحيل فارس الدبلوماسية، وكما كان مشهورا في حياته، تصدر الفيصل كل نشرات الأخبار الفضائية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، ونعاه كبار الساسة ووزراء الخارجية في العالم، لما عُرف عنه من شجاعة وحكمة وذكاء، ولذلك لم يكن غريبا أن يقول عنه جون كيري، وزير الخارجية الأمريكية: «الأمير سعود الفيصل لم يكن فقط أقدم وزير خارجية، بل كان من بين الأكثر حكمة». وقال نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية: «الدبلوماسية العربية والدولية فقدت فارسًا نبيلاً وشجاعًا دافع عن قضايا أمته». وسبق أن قال عنه في حياته ديفيد ميليبند، وزير الخارجية البريطاني السابق: «سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية لا يُستهان بها». كما قال عنه كوشنير وزير خارجية فرنسا في مؤتمر صحفي: «الأمير سعود أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة». وقال عادل الجبير: «رحم الله فارس الدبلوماسية وفقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية الفيصل، وجزاه خير الجزاء نظير تفانيه في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمة»، ووصفه وعمرو موسي بأنه «شخصية يندر وجودها بالعمل الدبلوماسي». وقال عنه الكاتب والمحلل السياسي اليمني هاني مسهور: «ذاكرة اليمنيين لن تنسى دور (الفيصل) في حقن دمائهم في حربي 1979 و1994». – وأكد وزير خارجية البحرين أن المملكة والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع فقدوا رجلاً عظيمًا وهب كل حياته وأفنى عمره كله في خدمة وطنه وأمته، وقال سامح شكري وزير الخارجية المصري: «الشعب المصري لن ينسى مواقف الأمير سعود الفيصل». وعلى مستوى المؤسسات الدينية والمنظمات العالمية، نعى الأزهر الشريف الأمير سعود الفيصل، وقال الأزهر في بيان له: «إن التاريخ سيُسَطِّر بحروف من نور مواقف الأمير سعود الفيصل»، كما نعته منظمة التعاون الإسلامي بقولها إن «العالم سيذكر الأمير سعود الفيصل بوصفه قائد الدبلوماسية المحنك الذي دافع عن قضايا الأمة الإسلامية». رابط الخبر بصحيفة الوئام: العالم ينعى ويرثي الفيصل فارس الدبلوماسية العربية والعالمية