بحضور العديد من مثقفي نجران والمهتمين بالمسرح أقام النادي الأدبي بنجران مساء أمس الأول محاضرة بعنوان “الاتجاهات المسرحية في المسرح السعودي المعاصر” ألقاها المسرحي السعودي نايف البقمي وقدم المحاضرة الكاتب صالح زمانان، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. وبدأ البقمي في محاضرته بالحديث عن مدارس المسرح العالمي ونشأة المسرح وأهميته في تطور المجتمعات والعقول وفعاليته في جميع الثقافات والاتجاهات، ثم تحدث عن المسرح السعودي ونشأته وتوجهاته مبيناً أن المسرح السعودي رغم كل ما يجتاحه من إهمال إلا أنه على تطور عالي ومازال يقدم للخشبة العربية مفاجآت سنوية سواءاً في عدد العروض أو في جودتها وتوجهاتها الكتابية والإخراجية والتمثيلية المحترفة. وأوضح البقمي أن المسرح السعودي في اتجاهاته وعلى غير العادة بدأ في الرمزية وكان ذلك ليس إتجاهاً بقدر ما كان تملصاً من مقص الرقيب حتى أصبحت الرمزية طابعاً لذيذاً في المسرح السعودي, كما أنه كابوكياً_المسرح الكابوكي مسرح ياباني لا يمثل به سوى الرجال_ وليس ذلك اتجاه في المضمون بل حاجة ملحّة معتبراً أن هذا التحدي أنتج للفن المسرح إبداعاً سعودياً خاصاً، وختم محاضرته بالحديث عن انموذج المسرح السعودي حيث اتخذ ورشة العمل المسرحي بالطائف وأبرز مراحل وتحوّر هذا المسرح وكيف أصبح مدرسة تجريبية مخصصاً عروضه وأعماله في إتجاه التجريب. وقد ناقش الجمهور البقمي وطرح بعض الأسئلة كان أبرزها مسرح نجران وكيفية تطوره, وأجاب على هذا السؤال بقوله ” مسرح نجران متطور ومشرف وما ينقصه هو ما ينقص مسارح المملكة وهو الدعم المالي والإعلامي لهذا الفن”, وسأل أحدهم عن تمثيل المرأة في المسرح وتغييبها عن هذا المجال في المملكة, ورد البقمي بأنه يحترم هذا الجنس الجميل ولكنه لا يذكر أن إمرأة توهجت في المسرح العربي ولم تشغل سوى كومبارس أو دور هامشي, وأن الفرق النسائية المتواجدة في المملكة كان عملها المسرحي في المهرجانات والمناسبات مُخجل ولم تقدم سوى عروض ساذجة ترفيهية لا تسمو حتى للعرض المضحك للإطفال, وأن المسرح السعودي الآن وخصوصاً التجريبي منه لم يعد قريب لمستوى المرأة التمثيلي وأصبح صعباً جداً حتى تواجدها. بعدها استلم نايف البقمي درعاً تذكارياً من نادي نجران الأدبي وتمنى لمسرح نجران التطور والتقدم موضحاً أن مسرح جمعية الثقافة والفنون بنجران يحمل كل المقومات على المنافسة وتقديم عروض رائعة.