شاب مكث في المستشفى أربع سنوات عجاف لم يذق فيهن طعم الراحة أو السعادة يُعالج من مرض عضال فقد الأمل في إيجاد العلاج وأصابه اليأس.. جاءهم رجلُ يسعى في زياراته المُعتادة إلى المستشفيات للسلام والاطمئنان وكسب الأجر كما يقول والدُعاء له والقراءة عليه ممارسة الهواية أو مُمارسة العمل أيُهما أقرب وأنفع والمحصلة النهائية ترويج لما في جوفه من خُزعبلات وكسب المؤيدين لذلك الشيخ القابع في أقصى الشمال وتربطه علاقة وطيدة معه، وبعد المكوث برهة من الزمن وقراءة الديباجة المُعتادة ذكر لهم الزبده «شيخٌ في شمال المملكة يقرأ على مرضاه وقد شُفي على يديه العشرات من المرضى مُتخصص في النفخ (والنفث) واستشاري في البصق «والتفل» ولدية زيوت ومراهم لكل الأمراض (تستغرب من هؤلاء لماذا لا تستقطبهم المستشفيات العالمية والمراكز المتخصصة في الأبحاث..؟؟) أدخل الرجل في عقل والديه وذكر لهم أن العين والحسد طغت في هذا الزمن وما أصاب ابنكم من هذا النوع وعلاجه يكمُن عند هذا الرجل..!». امسك الأبوان بالقشة وبصيص الأمل فلا حيلة للعاجز إلا ضرب طُرقات الصعاب..! امرأة مُتزوجة منذ خمسة عشر عاما ً(15سنة) لم تُنجب وجميع التحاليل سليمة، ذكروا لها ماء مقروءا من عند شيخ في حارتهم تتنّزل عليه البركات وكرامات السماء وشفي على يديه الكثير من النساء وها هي (فُلانه) لديها خمسة أطفال بعد أن كانت مُتهمة بالعقم من زوجها الذي تزوج عليها..! هنا كانت الوقفة والتساؤل «أي زواج علي وأنا قادرة، ذهبت مُسرعة إليه بعد أن غسلوا لها عقلها وفكرها.. ودفعت مبلغا وقدره وهذا هو المهم..!» عينات من عشرات الرسائل التي تتلقونها عبر موقع التواصل الاجتماعي ال(واتساب) وهذه جُزئيات من قصص خيالية تأتي كل يوم من أُناس لا يجيدون قراءة ما بين الأسطر وأن الغُمّة سيطرت على عقولهم أم أنهم من المُستفيدين من جراء تمرير مثل هذه الخُزعبلات..!(أجزم وأعلم أن هُناك عينا وحسدا ولكنهما ليسا بهذه الطريقة التي نراها اليوم) ومع الأسف هُناك من يُلبس عليها لباس الدين ويجملها بالكثير من الكلمات الرناّنة ويُزينها ببعض الأحاديث ورُبما الآيات القُرآنية لتتناسب مع تنظيره وخُزعبلاته، وبالتالي يسهل تمريرها في مٌجتمع طغى عليه «طابع التدين بالفطرة» وهي ميزة ولله الحمد ولكنها إشكالية لدى البعض مع الأسف ممّن استغلوا هذه النقطة بالذات لتمرير أجندتهم وتنفيذ مُخططاتهم والكسب من وراء هذه الشعارات وتمرير تفاسير الأحلام والعلاج بالنفخ والتفل والمياه والزيوت ووجدوا الأرضية مُحتضنة والعقول مُتلهفة لتلقّي مثل هذه المواضيع بل وجدوا من يُشاطرهم العمل ويسعى من حيث لا يدرك بتمرير هذه (الخُزعبلات) بحُسن النيّة ولا يعلم انعكاساتها المادية ومتاجرة هؤلاء لمزيد من جلب الأموال..! فهل نتنبّه ونتوقف عن القص واللصق في الواتس اب هل نعي ما يسعى إليه هؤلاء من التكسّب غير الشرعي من خلال تمرير مثل هذه الرسائل..! هل نعي أن الطب الحديث وصل ولله الحمد إلى الكثير من العلاجات بعيدا عن خرافات هؤلاء..؟ متى يعي الناس كم من شائعة قتلت أمما وكم من خزعبلات هتكت أعراض الشعوب..! هلاّ توقفتم «وافقتم» من مواقع التواصل الاجتماعي وجعلتموها للفائدة فقط.. أتمنى ذلك..! رابط الخبر بصحيفة الوئام: خُزعبلات.. وخُرافات ال«واتساب»..!!