بالأمس القريب كانت مدينة الطائف تستقطب السواح من داخل المملكة وخارجها بحكم مكانتها التاريخية والجغرافية وطبيعتها الخلابة ومناخها الجميل وفاكهتها وخضرتها الفريدة، وسرعان ما فقدت (دلوعة الغيم) بريقها ولمعانها لسببين أساسيين من وجهة نظري الشخصية وما عداها نتاج لهذين السببين أولهما، غياب الحكومة والأسرة المالكة وهجرها لهذه المدينة منذ أكثر من ثلاثين عاما سواء على مستوى قضاء فترات الصيف أو إحياء التظاهرات السياسية والعلمية والثقافية. فقد كان للملوك الدور البارز في المحافظة على مكانة الطائف ودعم السياحة فيها وعلى رأسهم المؤسس الملك عبد العزيز، يرحمه الله، وتبعه في ذلك وسار على نهجه أبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد، وحول الملك وجهته إلى مدينة جده وتبعه في ذلك الملك عبد الله يرحمهم الله جميعًا، ولا نعلم حتى الآن ما هي وجهة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مع رجائنا أن يعيد الملك سلمان للطائف وهجه ومكانته التاريخية والسياحية، والسبب الآخر، ضخامة المنطقة الإدارية لمكةالمكرمة والتي تشمل مدن مكةالمكرمةوجدةوالطائف وما يتبع هذه المدن من مراكز وهجر كثيرة مما يجعل من الصعب على مقام الإمارة الوفاء بمتطلبات واحتياجات هذه المدن الكبيرة من الناحية التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية على وجه الخصوص باعتبارها مدنا سياحية بطبيعتها بدرجة امتياز. والحقيقة أن أهل الطائف بمختلف شرائحهم استبشروا خيرًا بقرار تعيين الأمير خالد الفيصل أميرا لمنطقة مكة في عام 2007 لقناعتهم بمكانته كرجل دولة وبشخصيته الحازمة وخبراته الإدارية، وأعلن سموه رؤيته لتطوير منطقة مكةالمكرمة في بناء الإنسان والمكان وهدفه البعيد وهو الوصول إلى العالم الأول، وكرر ذلك في مناسبات عدة كتأكيد على نياته الصادقة، وخلال فترة إمارته الأولى لمنطقة مكةالمكرمة والتي استمرت لأكثر من ست سنوات تقريبًا لم يحظ الطائف بما يستحق من الاهتمام والمشروعات التنموية المأمولة ويمكن الإشارة في هذه الفترة إلى إنجازين لسموه الكريم هما إحياء سوق عكاظ ببداية قوية ومستقبل مشرق وإنشاء هيئة تطوير مدينة الطائف التي لا تزال حبرا على ورق. وللمرة الثانية يسعد أهل الطائف بتعيين الأمير خالد الفيصل لفترة ثانية في عهد الملك سلمان متمنين أن يفي سموه بوعده في تطوير مدينة الطائف ومنحها ما تستحق من الوقت والجهد والمال. وليسمح لي سموه بطرح بعض الرؤى والأفكار لإعادة الطائف إلى مكانه الطبيعي منها على سبيل المثال لا الحصر: الاهتمام بالإعلام والمؤسسات الإعلامية وتفعيل دورها الإيجابي وفق رؤية استراتيجية تبرز المكانة التاريخية والرؤية المستقبلية وترتقي بثقافة المدينة وتوعية الشباب خاصة، وتصحيح بعض سلوكياتهم بتكثيف اللقاءات على مختلف الأصعدة والعمل على تفعيل محطة تلفزيون الطائف لإنتاج برامج تلفزيونية متنوعة في ظل توفر الكفاءات المختلفة والنخب الثقافية المتميزة في المحافظة، متابعة المؤسسات التربوية وتكثيف اللقاءات الدورية مع رجال التعليم بوجه عام وعدم قصرها على أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ولتكن الأسرة والمدرسة منطلقا لنجاح هذا التوجه، دعم المركز التاريخي الحضاري لمدينة الطائف لإبراز الوجه الحضاري التاريخي لهذه المدينة، إعادة هندسة مدينة الطائف وتصحيح طرقاتها وتحسين بنيتها التحتية وتصاميمها البنائية، العناية بوادي وج على وجه الخصوص وتحويل هذا الطريق الجاهز إلى جادة تجارية فريدة من نوعها قبل أن يبدأ العبث فيه بمبان لا تليق بعروس المصائف، إقرار الطرق الدائرية وربطها ببعضها البعض وتنفيذ طرق مشروع الطائف الجديد ليبرز شكل المدينة وتخطيطها الحديث، إنشاء طريق سياحي عاجل يربط الهدا بالشفاء لتسهيل عملية الانتقال للسواح وتوفير المنتجعات السياحية على هذا الطريق، تطوير الشفا سياحيًا لما يتمتع به من مقومات طبيعية فريدة وتحويل جبل دكا إلى معلم سياحي متطور: فمن يصدق أنه لا يوجد فندق واحد مميز في منطقة الشفا السياحية، استقطاب المستثمرين السعوديين والخليجيين وفق تصور واضح وبمميزات استثمارية حقيقية وتسهيل استثنائي ومنقطع النظير في الإجراءات الإدارية وعقد مؤتمرات سياحية عالمية كبيرة في الطائف، اللقاءات المستمرة مع رجال العلم والفكر والأدب والثقافة في مدينة الطائف وإشراكهم في الرؤية المستقبلية وفي إدارة بعض الأعمال، إنشاء مجلس مؤسسي للمحافظة من كل أطياف المجتمع الطائفي تقوده المحافظة وتديره بشكل مؤسسي وترفع توصياته لسموكم، نقل مؤسسات الجيش ومعسكراته من داخل المدينة إلى خارج المدينة خدمة لهم ولسكان المدينة خاصة وأن هناك مقرا لوزارة الدفاع بجوار مطار الطائف، تحويل كثير من رحلات الحج والعمرة عن طريق مطار الطائف لإنعاش المطار والمدينة، العناية بالأندية الرياضية الاجتماعية في الطائف ودعمها لنراها في مصاف أندية الدرجة الممتازة وختامًا إقامة سموكم الكريم في الطائف طوال أو بعض فترة الصيف ليأنس الطائف ومصطافوه وأهله بوجودكم وبالحراك الذي يصاحبكم، فحيثما كنتم اتجهت الأنظار إليكم. والله من وراء القصد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: متى ستشرق شمس الطائف يا سمو الأمير؟