إن الإدارة تمارس كنشاط ينظم حياة الناس منذ وجود الإنسان على هذا الكوكب؛ ولكنها ظهرت كعلم له مبادئه وأصوله منذ ظهور العصر الصناعي في أوروبا وأمريكا قبل قرن من الزمن على يد عدد من المختصين من المهندسين والفنيين والإداريين، وبدأ علم الإدارة منذ ذلك العصر ينمو ويتطور ويُنتج عدداً من النماذج والنظريات الإدارية التي تسهم في حل المشكلات وتطوير العمل، والنماذج والنظريات ظهرت كنتيجة حتمية لممارسات عملية تطبيقية، فمن مصادر بناء النظرية الإدارية وتكوينها هو الممارسة التطبيقية، ومن تلك النماذج والنظريات الإدارية على سبيل المثال، الإدارة العلمية لفريدريك تايلور، ومبادئ الإدارة لفايول، ونظرية تقسيم العمل لأدم سميث، ونموذج البيروقراطية لماكس فيبر، والإدارة بالأهداف لبيتر دراكر، وغيرها من النماذج والنظريات. واليوم نحن أمام نموذج إداري جديد، ونظرية قيادية حديثة، تم تجسيدها عمليا وتطبيقيا على أرض الواقع من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حيث حول الفكر الإداري والاستراتيجي والرؤية القيادية إلى واقع عملي أبهر العالم كله، إنها الإدارة بالحزم. فالإدارة بالحزم تعني تحويل الأفكار والخطط والرؤية الاستراتيجية إلى تطبيق عملي مباشر يتسم بالدقة والانضباط والمفاجأة لتحقيق أهداف محددة ووفق معلومات كافية ودقيقة تؤدي إلى اتخاذ قرار استراتيجي دون تردد أو تخاذل. ونستنتج أن الإدارة بالحزم تتطلب أن يمتلك القائد فكراً استراتيجيا مرنا، ورؤية مستقبلية بعيدة المدى، وخبرة وحنكة إدارية، ومعلومات كافية ودقيقة تسهم في اتخاذ القرار الرشيد لتحقيق الأهداف المرجوة بأقل تكلفة وجهد ممكنين. والإدارة بالحزم تقوم على عدد من الأسس والمبادئ، أهمها: – الفكر القيادي الاستراتيجي. – الرؤية المستقبلية. – المعلومات الكافية والدقيقة. – التخطيط الجيد. – السرعة في اتخاذ القرار. – عنصر المفاجأة والمباغتة. – الدقة في التنفيذ. – تحقيق الأهداف. – الشمول والتكامل. – التنبؤ. ويتبين من مفهوم الإدارة بالحزم وأسسها ومبادئها أنها تتميز بمجموعة من السمات والخصائص التي تجعلها تنفرد عن غيرها من النماذج ومن أهمها: – المرونة. – الدقة. – المفاجأة. – الاستمرارية. – التوجيه. – الكفاءة. – الفعالية. يأتي نموذج الإدارة بالحزم كنموذج إداري يسهم في تحقيق الأهداف بكفاءة وفعالية عالية، ودقة في الإنجاز مع المحافظة على التوازن في العمل، والسرعة في الأداء، ويكون التركيز منصبًّا على تحقيق النتائج بأقصر وقت وأقل جهد. ويتطلب تطبيق الإدارة بالحزم عدداً من المراحل والخطوات هي على النحو التالي: المرحلة الأولى: القائد الاستراتيجي: إن هذه المرحلة هي أهم مرحلة لتطبيق الإدارة بالحزم، فهي تتطلب وجود قائد استراتيجي يتميز ببعد النظر والحنكة الإدارية والرؤية المستقبلية والجرأة على اتخاذ القرار كالشخصية القيادية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز. المرحلة الثانية: توفير المعلومات: بما أن الإدارة بالحزم تتسم بالدقة والإنجاز وتحقيق الأهداف بفعالية وكفاية فهي تعتمد بشكل كلي وكبير على توفر المعلومات الكافية والدقيقة حول العمل المراد إنجازه، لأن الأفكار والتخطيط والتكتيك تتطلب ذلك. المرحلة الثالثة: التخطيط: يأتي التخطيط كمرحلة ثالثة لاعتماده على توفير المعلومات اللازمة لتحقيق الأهداف والنتائج المطلوبة، ولكن التخطيط هنا يختلف لأنه يعتمد على السرعة من جهة والمباغتة من جهة أخرى، فهو يتميز بالمرونة مع الشمولية والاستمرار. المرحلة الرابعة: اتخاذ القرار: وتعتبر هذه المرحلة من أهم مراحل الإدارة بالحزم، لأنها تتطلب الشجاعة في اتخاذ القرار بعيداً عن التردد والتخاذل، والدقة في التوقيت. المرحلة الرابعة: التنفيذ السريع والمباشر: تتميز الإدارة بالحزم في مجال التنفيذ عن النماذج الإدارية الأخرى في كون التنفيذ يتم مباشرة بعد اتخاذ القرار وبشكل سريع ومدروس وعلمي وفي التوقيت المناسب، مع المحافظة على التوازن والدقة في التنفيذ. المرحلة الخامسة: تحقيق النتائج: إن الهدف من أي عملية إدارية أو قرار استراتيجي هو تحقيق النتائج، والإدارة بالحزم تستمر في التنفيذ والعمل دون توقف حتى تتحقق الأهداف المخطط لها، والنتائج المرجوة. المرحلة السادسة: إعادة الأمل: إن الهدف الأساسي لإدارة الحزم ليس التنفيذ فقط، بل هو أن تعود الحياة ويعود الأمل إلى أفضل مما كان عليه قبل الإدارة بالحزم، فهذه المرحلة هي مرحلة الاتزان والنمو وإعادة البناء. ختاماً: شكراً لك يا خادم الحرمين الشرفين فقد قدمت للعالم دروساً وعبراً وخططاً وفكراً استراتيجياً مختلفاً كان من نتائجها الإدارة بالحزم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الإدارة بالحزم