أثبتت إيران أن دورها كان حاسما في بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة بعد أربع سنوات من الحرب الدامية، ليس فقط في إرسال آلاف من الجنود لتعزيز ضعف الجيش السوري، بل والمليارات من الدولارات على شكل قروض لدعم اقتصادها بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونيتور. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذا العرض الهائل من الدعم، فإن نظام الأسد في الشهر الماضي قد فقد قوته أمام قوى المعارضة في انتكاسات جديدة على أرض المعركة، ويواجه نقصا خطيرا من الجنود، مما يجعله يحتاج إلى إيران أكثر وأكثر كحليف وثيق من 35 عاما. وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون أن سوريا من الأهمية الاستراتيجية العليا، ولا إعادة نظر في الخيار العسكري والوقوف مع الأسد. والسؤال هو كيف تستطيع إيران وهي تعاني من العقوبات الدولية، أن تتحمل تخصيص الأموال، والعتاد، والمسلحين للأسد وفوقها تتكبد عداء كبيرًا من الدول السنية في المنطقة. وخسر الجيش السوري وشبيحته بين 80 و100 ألف قتيل وجريح في أربع سنوات من الحرب، وللتعويض جلب الإيرانيون آلافا من جنود الحرس الثوري الإيراني، مع مقاتلي حزب الله اللبناني، وقوات شيعية من العراق وأفغانستان. يقول مسؤول سوري سابق طلب عدم ذكر اسمه: «سوريا تحتاج إلى 300 ألف مقاتل، لكن يجب أن تقنع الأمهات بأن يرسلوا أبناءهم للقتال. ولكن هل هناك أم سنية سترسل ولدها ترسل للموت من أجل بشار الأسد؟». فقط في الشهر الماضي، فقد نظام الأسد مدينة إدلب في الشمال، وبصرى الشام في الجنوب، واستولت النصرة على جسر الشغور. في الجنوب، سحبت إيران قواتها في محافظات درعا والقنيطرة بسبب بسالة الثوار السوريين وتحصنت بالعاصمة دمشق كونها أكثر أمانا، في حين أجل حزب الله هجوما على القلمون شمال دمشق بعد شهور من التحضير لهذا الهجوم. سقوط جسر الشغور يعني أن القوى المناهضة للأسد تتحكم في محافظة إدلب. كما يسمح لها ذلك بشن هجمات على اللاذقية غربا، معقل النظام على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة لقطع الطريق بين أكبر مدينتين في سوريادمشق وحلب. في فبراير عام 2014، أكد مهدي طائب، وهو رجل دين إيراني كبير أهمية سوريا إلى إيران قائلا إنها «محافظة استراتيجية بالنسبة لنا». وأضاف: «لن يأخذ أحد منا سوريا، أولويتنا هي الحفاظ على سوريا». وقالت مصادر دبلوماسية في بيروت، إن إيران تنفق 2 مليار دولار شهريًا حتى لا تسقط سوريا، بينما قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا في اجتماع خاص في واشنطن أن إيران تدفع 35 مليار دولار سنويا إلى سوريا. إن فقدان حلب، كبرى المدن السورية والمحرك التجاري للبلاد، تمثل ضربة نفسية كبيرة للنظام. ولكن مصالح إيران الاستراتيجية في سوريا لا تتطلب السيطرة الأسد على كامل البلاد، إيران كل ما يهمها هو ممر حيوي يربط دمشق بطرطوس على ساحل البحر المتوسط لتكون قريبة من حليفها الأكبر في لبنان. ومن شأن ذلك أن الممر تمكين إيران على الاستمرار في تقديم أسلحة لحزب الله. «لا تلتزم إيران لشخص بشار الأسد…. إنهم ملتزمون الحفاظ على مصالحها في سوريا»، كما يقول كريم صادق بور، مساعد كبير في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: صحيفة أمريكية : ايران تدفع 35 مليار وتخسر آلاف الجنود لبقاء الأسد