تفرض القبائل في اليمن نفسها رقما في الساحة لا يمكن تجاوزه في المشهد اليمني، إذ تشارك قبائل الجنوب في معارك شرسة في عدد من محافظات الجنوب ضد تمدد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لهم. فالمعارك في اليمن تشتد على الأرض، وتزداد معها غارات تحالف "عاصفة الحزم" من الجو ضد معاقل الحوثيين والقوات الموالية لهم، لكن القبائل الآن يعدوا الركيزة الأساسية في القتال ضد وقف تمدد الحوثيين في الجنوب. ويقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عارف أبو حاتم، ل"سكاي نيوز عربية" إن "العصا التي تتكئ عليها الدولة اليمنية هي القبيلة، ففي عام 1948 استعان الإمام أحمد بن يحيى بالقبائل لإحباط محاولة انقلابية على أبيه، بينما في حرب 1994 استعان علي عبد الله صالح بالقبائل ضد جماعة عدن التي أعلنت الانفصال". وأضاف أن "رجال القبائل في مناطق الهلال الشرقي وهي مأرب والجوف والبيضاء قادرين على مواجهة الحوثيين والموالين لهم، مطالبا بضرورة تسليح هذه المناطق". وأشار إلى أن الوضع مختلف في تعز وعدن لأن اللجان الشعبية تتشكل من مدنيين، ما يعطي المجال لضرورة التدخل البري في هذه المناطق"، وهو أيضا ما اتفق عليه المحلل السياسي أنيس منصور في مقابلة مع سكاي نيوز عربية. وتحدث منصور قائلا أيضا، إن "التمدد الحوثي لا يمثل سوى فزاعة إعلامية، وكشفت قدرته العسكرية عند مواجهته لمقاومة من رجال القبائل في مدن يمنية عدة". وأضاف أن "محافظات مثل أبين ولحج وشبوة والضالع تقاوم بشدة التمدد الحوثي"، مشيرا إلى أن "الحوثيين والقوات الموالية لهم لن يصمدوا طويلا أمام مسلحي القبائل لأن الطبيعة الجغرافية والدينية والمجتمعية في صالح القبائل". ومن المعروف أن القبائل في اليمن مقسمة إلى قسمين قبائل الشمال وقبائل الجنوب، وهي كثيرة ومتعددة وتشكل 80% من المجتمع. القبائل في الجنوب مع عاصفة الحزم وتقاتل القبائل في الجنوب على عدة محاور، فمنها قبائل عدن التي تقاتل في الخطوط الأمامية لمنع الحوثيين من السيطرة على المحافظة خاصة بعد تلقي اللجان الشعبية هناك مساعدات عسكرية من قبل تحالف عاصفة الحزم. وفي حضرموت تشكل تحالف "قبائل عام 2013″، الذي يضم قبائل حضرموت، أبرزها الحموم ونوح وسيبان وبلعذيب والشنافر وكندة وبني ظنه، إذ يخوض التحالف قتالا شرسا في مواجهة تنظيم القاعدة، الذي هاجم مدينة المكلا كبرى مدن حضرموت. وتمكن لاحقا "تحالف قبائل حضرموت" من استعادة السيطرة على أجزاء من المدينة بعد سيطرة القاعدة عليها، كما تمكن التحالف من سد الفراغ الأمني في عدد من معسكرات الجيش في حضرموت بعد انسحاب الجيش منها. وفي محور آخر تشكل تحالف بين قبائل شبوة المتمثل في قبائل العوالق، التي تعد من أشرس وأقوى القبائل الجنوبية، إضافة إلى تكتل آخر هو قبائل بني هلال. أما في محافظة مأرب النفطية والهامة، تتكون القبائل من تحالفات عدة وهي قبائل مُراد وجهم والجدعان وعبيدة، إذ تقوم القبائل بحشد آلاف المقاتلين منذ أشهر وتتنشر تعزيزات عسكرية كبيرة على طول حدود المحافظة، مع صنعاء والجوف والبيضاء، لمواجهة أي هجوم حوثي. ويرى مراقبون أن التكتل الشعبي في اليمن في مناطق عدة ضد الحوثيين سببه ليس الخوف فقط من التمدد الحوثي الميداني وإنما خوفا من تمدد البعد الاجتماعي والديني على المجتمع اليمني. رابط الخبر بصحيفة الوئام: القبائل .. رقم حاسم في معادلة الأزمة اليمنية