لا يحتاج أي عاقل إلى الاستماع لحسن نصر الله، إلا من باب الضحك فهو ملئ بالتناقضات، فقد أصبحت خطبه كخطب المقتول معمر القذافي المسكون بجنون العظمة والذي قتله شعبه. نصر الله يقوم بالدور على أكمل وجه بل قد يكون أكثر فارسية من الفرس أنفسهم، يستفز متابعيه بترهاته التي تجاوزها الشارع العربي، وأصبح يدرك أن الخلاف المذهبي ليس المحرك الرئيسي فقد ضلت المذاهب سنوات طويلة في تعايش مع الاحتفاظ بانتمائها العربي، إذن ما الذي تغير ليصبح الصدام بهذا الحدية. خطاب نصر الله استفز الحزب من داخله ليقدم مؤسس حزب الله وأمينه العام الأسبق «صبحي الطفيلي» انتقادا حادا لحسن نصر الله، إثر هجومه على المملكة العربية السعودية وعملية «عاصفة الحزم» في اليمن، حيث قال بالنص: «أنت حزمت قبل أن يحزموا، وأنت عصفت قبل أن يعصفوا، والكلام الذي وجهته نحوهم سهامه تصيبك». قمة الهرطقة أن ينتقد حسن نصر الله السعودية وحزب الله يقاتل إلى جانب قوات بشار في سوريا فيقتلون الأطفال ويهجرون السكان. إنه العنصر الإيراني الذي يمتلك أيدلوجيات عنصرية ضد العرق العربي فهو يؤجج الطائفية في المنطقة لبث مزيد من الفرقة بين العرب، فليست القصة خلافا مذهبيا بل هي ذريعة تخفي خلفها إيران مشروعا ضد العرب والمسلمين، انكشفت إيران أكثر من مرة سواء في العراق أو سوريا وحتى في لبنان التي بزغت منها حركة التنوير في العالم العربي وكانت مضرب التعايش والديمقراطية حتى طالعتنا أيادي الإيرانيين فتحولت إلى خلافات سياسية لا نهائية ووضع محتقن جعل التوافق على رئيس للجمهورية أمرا في غاية الصعوبة، أما اليمن فقد اتضحت الصورة بشكل واضح، لا فائدة من إعادة الكلام فالقراء يعرفون الكثير ولم يعد هناك حاجة للإعادة في ضل انتشار القنوات الفضائية و«تويتر»، لكن المهم أن دول التحالف التي انطلقت لنصرة المظلوم وعت الدرس جيدا وتحالفت بشكل قانوني في هذه الأزمة فهذا الغطاء الخليجي العربي الإسلامي السريع والمحكم شل الإيرانيين عن مجرد التفكير، لكن المتتبع لأساليب إيران يدرك أنها ستخلق أزمة في مكان ماء لتغطي على فشلها في اليمن على الأقل أمام شعبها في الداخل. التحالف العربي الإسلامي يشكل تهديدا حقيقيا لمشروع إيران في المنطقة، هذا المشروع الذي دفع ثمنه الشعب الإيراني داخليا حين وجهت الكثير من الميزانيات لخدمة أفكار الولي الفقيه وتحقيق حلمه المنتظر مقابل تنمية الداخل الإيراني الذي ما إن يخرج من أزمة حتى يدخل في أخرى فلم تجعل له سياسات حكومته وقتا للتفكير، ترى إلى متى سيصمت الشعب الإيراني على سياسة حكومته الرعناء؟ رابط الخبر بصحيفة الوئام: حسن نصر الله..وشهد شاهد من أهلها